Al Jazirah NewsPaper Saturday  13/03/2010 G Issue 13680
السبت 27 ربيع الأول 1431   العدد  13680
 
والدهما عبدالله: سألت نفسي كيف لإنسان فقير نصراني أن يعالج أطفاله في بلد الإسلام بالمجان؟!
خادم الحرمين أمر بعلاج التوأم السياميين الكاميرونيين فأسلم 866 شخصاً من أبناء قريتهما

 

الجزيرة - وهيب الوهيبي:

في الجنوب الغربي من قارة إفريقيا وفي وسط جمهورية الكاميرون وبالقرب من مدينة فومبان تقع بامنكي.. القرية التي شهدت على أرضها أعظم حدث مر عليها منذ نشأتها.. ففي عام 2006 قدر المولى عز وجل أن يولد فيها توأم سيامي ملتصقان ببعضهما في صورة لم يعتد عليها أبناء هذه القرية وولادة نادرة على مستوى الكاميرون والعالم.. ولادة بعثت بتشاؤم أهل القرية وضاق بها صدر والدهم جيمس كومسو.. لكن الله كتب بها على أهل هذه القرية خيراً عظيماً وحدثاً مهماً بدخول أهلها في دين الله أفواجاً.. فكانت البداية.

أمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بعلاج التوائم السيامي بالمملكة العربية السعودية فتولى ذلك بنجاح الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة وزير الصحة حاليا ثم أسلم والد التوائم وتسمى ب عبدالله لما وجده من أخلاق عظيمة وتعامل سام من المسلمين فلما عاد إلى وطنه داعياً إلى الله أسلم العشرات من أهل قريته حتى بلغوا اليوم أكثر من 866 مسلماً!!

ما سبق كان موجز حياة جديدة عاشتها هذه القرية ونأخذها بتفاصيلها مع والد التوأم السيامي الكاميروني وفي قريته بامنكي والذي كان يتحدث إلى وفد الهيئة العالمية للتعريف بالإسلام من داخل المركز الذي أمر ببنائه خادم الحرمين الشريفين على نفقته وحصلت (الجزيرة) على تفاصيلها.. يقول عبدالله:

اسمي عبدالله كومسو قريتي هي بامنكي وسط جمهورية الكاميرون وقد أسلمت في العام 2007 ولله الحمد واسمي قبل الإسلام جيمس.كانت قصة رحلة العلاج إلى السعودية عجيبة بدأت من خلال قس بالكنيسة فعند ولادة طفلي فنبوم و شفوبو بهذه الصورة كنت أتردد على مستشفى الكنيسة وأتساءل عمن يستطع علاج طفليي لكن لم أجد حلا سوى أن أدفع ملايين الفرنكات وهو مبلغ أعجز عنه.

وخلال رحلة بالطائرة لقس أمريكي كان يعمل بنفس المستشفى اسمه الدكتور وبتي قرأ بإحدى الصحف عن نجاح مستشفى سعودي في عملية فصل توأم سيامي عراقي دون مقابل فأخذ العنوان الإلكتروني الخاص بالمستشفى وعند زيارتي له نقل لي النبأ السعيد وأنه بإمكاني التواصل مع المستشفى حول حالة أطفالي فطلبت منه سؤالهم عن إمكانية التكرم بعلاج أطفالي في السعودية فقام بمراسلتهم وعرض عليهم التقارير وبفضل من الله جاءت الموافقة على العلاج على الفور ولم تستغرق مراسلة المستشفى سوى أسبوع واحد فقط عندها لم أصدق وكذا أهل القرية خبر الموافقة على العلاج في السعودية وسألت نفسي كيف لإنسان فقير كاميروني نصراني أن يعالج أطفاله في بلد الإسلام بالمجان!!وأصدقكم القول إنني عشت لحظات عظيمة بلقائي بخادم الحرمين الشريفين بعد أسبوعين من نجاح عملية أطفالي حيث قام بزيارتهم بالمستشفى للاطمئنان عليهم والسؤال عنهم وهي لفتة إنسانية وأبوية حانية منه حفظه الله. كما أنه خلال تواجدي في السعودية الذي امتد نحو أربعة أشهر ونصف الشهر وجدت المجتمع متسامحاً ويتمتع بأخلاق عالية ومعاملة حسنة مع المسلمين وغير المسلمين مما جعلني أفكر كثيراً في ذلك فقررت أن أعلن إسلامي وأسرتي قبل رحيلي منها وبالفعل أشهرت إسلامي في المملكة وأديت مناسك العمرة وبعد عودتي إلى بلادي فكرت بأني مسلم يجب عليَّ أداء الصلاة في المسجد لكن لا يوجد في قريتي مسجد على اعتبار أني المسلم الوحيد فيها.. فطلبت من الدكتور عبدالله الربيعة الرفع لخادم الحرمين بحاجتي لمسجد أصلي فيه ويكون نواة دعوة لأهل قريتي جميعاً فكان الرد سريعاً ولله الحمد بالأمر ببناء مركز يحتوي على مسجد كبير من طابقين وسكن للإمام وستة فصول دراسية وغرف للإدارة ومكان لصلاة النساء ومستوصف طبي ودورات مياه وأماكن للوضوء ونحن نصلي فيه وندرس أبناءنا رغم عدم الانتهاء من بنائه وكان من ثمار ذلك أنه بعد وصولي مباشرة عام 2007 ومعي الشيخ أحمد الفارس أسلم قرابة أحد عشر شخصاً وتوالت أعدادهم شهراً بعد شهر حتى وصل العدد إلى اليوم أكثر من 866 شخصاً بين رجل وامرأة. وأبنائي اليوم بصحة جيدة وعافية بفضل الله ثم بفضل مكرمة خادم الحرمين الشريفين ومتابعة الدكتور عبدالله الربيعة الذي قدم لي أعمالاً عظيمة لكن أطفالي بعد وصولهم إلى سن الرابعة هم بحاجة الآن إلى أطراف صناعية حتى يتمكنوا من المشي ولذا آمل أن أجد فرصة لتوفير هذه الأطراف وهم أيضاً يستخدمون (الكولوستومي) آمل توفيره لي حيث لا أجده إلا بمستشفى الكنيسة وشراؤه منها باستمرار مكلف مادياً وأطفالي يزحفون على الأرض فأظطر لتغييره لهم قرابة أربع مرات باليوم الواحد.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد