Al Jazirah NewsPaper Saturday  13/03/2010 G Issue 13680
السبت 27 ربيع الأول 1431   العدد  13680
 
لما هو آت
رضوى
د. خيرية إبراهيم السقاف

 

رضوى.. على وجهها مسحة من دفين لم أستطع استكناهه، وقد وقفت أمامي، وإني لا أقوى أن أشاهد مسحة حزن على محيا دون أن أسكب عليها بردا..، غير أنها وهي تعد لي مكاناً للكتابة في ركنها الذي تشرف عليه، خارج مداراتي، قلت لها: دقائق ربما نكون فيها معاً، في نقطة التقاء، سأترك هنا، وستنسين وجهي، كل يوم كم من الوجوه يا رضوى يعتريك بمسحات تكمن في جوف صاحباتها، لكنك لن تكوني من تلك العابرة، ولعلك تنصبين في محبرتي، وتتقافزين من ثم على أرنبة يراعي..، قالت: لا تسألينني إن كنت أقرأ، فلا أعرف من الصحف سوى اسم صحيفة واحدة في مدينتي، يأتون بها كل يوم لتزين الطاولات أمام الطائفات بالمكان، ولم يحدث أن جلست لكاتبة، ولم أتعرف مقاعد التعليم بعد آخر عهد لي بالابتدائية، سألتها: لِمَ؟ فانهمرت كماء نهر مر جدوله بوعثاء..: انخرطت في العمل، أقتات لقمتي ولقمة أخواتي، إيه، أمي يا الله أكاد أراها في مستقر حسكِ بي، لماذا يا سيدتي تفتحين مستودعي وقد أقفلته،.. ذهبت تتلهى في بعض عملها، تحرك ورقاً، وتنقل مقعداً، وتمد اتصالاً،... بينما توقفت عن الإمعان، كنت قد قرأتها بتفاصيلها وأدركت تلك المسحة على جبهتها،... ثوان واكتظت الصالة بالفتيات والصغيرات وأمهاتهن، يقفزن لعباً ولهواً، يعبثن بأجهزة جوالاتهن المختلفة، يلعبن بحجارة النرد، وأخريات بكريات الطاولة.. وهي تركض بينهن تؤدي دورها، صباها لفته في ورق الورد وحفظته في تجويفة وعيها، هناك ختمت عليه بصمت، وانخرطت في المسؤولية... قبل أن أغادرها مرغمة، وربما لن ألتقيها، أكدت لها أنها ستبقى معي...، فدسّت في كفي عنوانها، قالت ربما يصدق تخميني، فأنا سأكون محور ما تكتبين الآن، رضوى لم أبح لها بما اعتزمت، أو بما أسطر الآن، لكنها وهي تهيئ لي شاشة الحاسوب في مكتبها حيث أعبر في رحلتي، عرفت أنني أكتب عن سحنة لن تكون غير رضوى.. وقد أيقنت بما علمت، أنّ لكل امرئ من اسمه نصيبا...




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد