الجزيرة - طلال الحربي :
بمناسبة اليوم العالمي للاحتفاء باللغة؛ نظم النشاط الطلابي في المدرسة السعودية في باريس حفلاً يوم الاثنين 15-3-1431هـ الموافق 1-3-2010م؛ للاحتفاء بلغتنا العربية التي تمثل عنصراً مهماً من هويتنا التي حرصنا على التمسك بها ونحن بعيدون عن أرض الوطن. وقد تشرفت المدرسة بحضور الدكتور زياد الدريس سفير المملكة في منظمة اليونسكو، والدكتور عبد الله الخطيب الملحق الثقافي السعودي في فرنسا، والكاتب والشاعر اللبناني الأصل الدكتور عيسى مخلوف، والفنان التشكيلي والخطاط الاستاذ محمد الجندي، وكلهم ممن لهم علاقة وثيقة بلغة الضّاد. وقد بدأ الاحتفاء بيوم اللغة من خلال الطابور الصباحي ببرنامج إذاعي مميز للحديث عن اللغة العربية أشرف عليه مشرف الإذاعة المدرسية الاستاذ أحمد الزهراني، ثم بدأ الاحتفال الفعلي بعد صلاة الظهر بآيات من القرآن الكريم تلاها الطالب مهند الزهراني، ثم ألقى الطالب مهاب الجهني قصيدة: «اللغة العربية تتحدث عن نفسها».
وأعقب ذلك محاضرة الدكتور عيسى مخلوف الذي ناقش من خلال محاضرته عظمة اللغة العربية وتاريخها، ومقدرتها على مجاراة تطور العصر الحديث.
وأشار إلى أسباب تضاؤل الترجمة إلى العربية، وضرورة الحوار بين الثقافات حتى نرقى بلغتنا إلى مصاف اللغات العالمية، ثم تبع ذلك حوار مفتوح بين طلاب المدرسة ومعلميها والدكتور عيسى أجاب فيه عن استفساراتهم.
بعد ذلك تمّ تكريم الطلاب المتميزين في اللغة العربية من قبل مدير المدرسة الاستاذ عبد الرحمن التويجري وزّع فيها الهدايا العينية عليهم، ثم وزعت جوائز المسابقة الخاصة باللغة العربية على الطلاب الفائزين بها، تلا ذلك كلمة مدير المدرسة الذي شكر الحضور على تشريفهم، والطلاب على تفاعلهم، ورائد النشاط الاستاذ محمد الرشيدي، والمعلمين على جهودهم، وأشار إلى برنامج الأمير سلطان بن عبد العزيز لدعم اللغة العربية في منظمة اليونسكو الذي تأسس عام 2007م وتمويله بثلاثة ملايين دولار لدعم جهود الترجمة إلى العربية، وترجمة صفحات من اللغات الإنجليزية والفرنسية في الموقع الإلكتروني لمنظمة اليونسكو، وترجمة وطباعة أبرز الكتب الصادرة عن المنظمة، وتنظيم برنامج تدريبي لمدة عشرة أشهر في مقر المنظمة على الترجمة الفورية، ثم قدّم مدير المدرسة درعاً تذكارية للشاعر الدكتور عيسى مخلوف، ودرعاً أخرى للفنان التشكيلي الاستاذ محمد الجندي الذي قام بدعوة الحضور إلى معرضه المقام داخل المدرسة، حيث شاهد الحضور لوحات الخط العربي التي جسّد فيها من خلال جماليات الخط العربي فنّه التشكيلي الذي صوّر من خلاله معاني هذه العبارات، وقد غادر الحضور الحفل محملين بالكثير من الآمال والتطلعات لما تستحقه لغتنا من تقدم وتطور ومستقبل مشرق ومكانة لائقة بين لغات العالم.