Al Jazirah NewsPaper Saturday  13/03/2010 G Issue 13680
السبت 27 ربيع الأول 1431   العدد  13680
 
المشاركة والتأجير في أوقات التوقف أبرز تطورات القطاع
«الأزمة» تعيد صياغة الطيران الخاص

 

الجزيرة - فيصل الحميد

بعد مرور اكثر من عام على بداية الازمة العالمية، يبدو ان الربط بين تقليص مصاريف السفر لرجال الاعمال والاحتفاظ بجزء من الخصوصية والرفاهية اصبح ممكننا بل اكثر من ذلك من خلال استثمار اوقات فراغ الطائرات الخاصة.

وبدات الشركات العاملة بقطاع الطيران الخاص ايجاد الحلول لتوفير الخدمات ولكن بطريقة اخرى غير بيع الطائرات الخاصة مباشرة بعد تاثر كثير من رجال الاعمال والشركات بالازمة ومحاولتهم لتقليص النفقات وسجل سوق الطيران الخاص في الخليج خلال الازمة انخفاضا ملحوظا قدر بنحو 30%.

ويرى بعض المختصين ان الطيران الخاص بدأ معاودة نشاطه، وهو في طريقه إلى تسجيل نسبة نمو بذات النسبة المنخفضة التي سجلها خلال الأزمة وتعويض التعثر بحجم استثمارات يصل إلى700 مليار دولار خلال عامين، وايرادات تصل إلى نحو مليار دولار خلال الفترة نفسها.

وتقول سارة والكر مدير التسويق في رويال جت « للجزيرة « ان قطاع الطيران الخاص في الشرق الأوسط اتخذ منحنى تصاعدياً العام الماضي، حيث استمرفي تحقيق نمو بنسبة 15% في حجوزات الطيران العارض، وأضافت « في الواقع يعتبر قطاع الطيران الخاص انعكاساً لما يحدث في قطاع الطيران التجاري، فقد سجلت خطوط الطيران في الشرق الأوسط نمواً بنسبة 10.8% في أغسطس 2009 بالمقارنة مع انخفاض 1.1% في حركة الطيران العالمي» ويتزامن النمو مع الإتفاقات الجديدة التي ابرمتها العديد من الشركات العاملة في القطاع الخليجي بعد ان اشعلت التنافس لتقديم افضل الخدمات لرجال الأعمال والشخصيات، كما لعب انخفاض أسعار الطائرات الخاصة دوراً في قيادة القطاع نحو النمو بعد ارتفاع المبيعات بين 800-1000 طائرة سنوياً منذ 2006، وعودة اسواق المنطقة إلى الإنتعاش خلال النصف الأول من 2009، وإصرار الدول الخليجية على دعم المشاريع الكبرى فضلا عن انخفاض أسعار الوقود.

تطورات للخروج

من النفق المظلم:

ومن التطورات المهمة ما أفادت به سارة والكر ان «رويال جت» بدات الدخول مع أصحاب الطائرات الخاصة في صفقات إدارة حيث تتولى تشغيل الطائرات المملوكة للغير ومن ثم تحقيق أقصى عائد استثماري لملاك الطائرات من خلال تشغيلها في أوقات التوقف، مشيرة إلى أن هذه الصفقات تحقق فائدة للجانبين حيث إن اقتناء طائرة يعد أمراً مكلفاً للغاية خاصة إذا كانت لا تستخدم بشكل مستمر، ومن هنا بالإضافة إلى توفير مزيد من المرونة في الطيران الخاص العارض فإن مثل هذه الإتفاقيات تصل باستخدام الطائرة إلى الحد الأقصى بحيث تمكن أصحابها من الأفراد والشركات في خفض التكلفة دون التفريط في الجودة أو السلامة واضافت ان لفتت ان خدمة الوساطة الجوية لاقت استجابة هائلة منذ إطلاقها مع بداية العام الجاري كما ان هناك طلب قوي على الرحلات خاصة من وإلى أوروبا.

من جهتها طرحت الشركة الوطنية للخدمات الجوية «ناس» برنامجا للتملك الجزئي للطائرات الخاصة عبر بطاقة توفر لعملائها 25 ساعة طيران.

وتمكن البطاقة حامليها من استخدام إحدى الطائرات الخاصة التي يتكون منها أكبر أسطول لطائرات رجال الأعمال في المنطقة ولمدة 25 ساعة طيران في كل عام. وتم تصميم البطاقة لتجمع كافة مزايا تملك الطائرات الخاصة بما في ذلك ضمان توافر الطائرات، والحصول على أعلى مستويات السلامة والأمان مقابل جزء من تكلفة امتلاك طائرة.

في المقابل وقع نادي «كابيتال كلوب» في دبي مذكرة تفاهم مع مجموعة «امباير» للطيران وهي الشركة العاملة في تشغيل وادارة الطائرات النفاثة وخدمات الطيران الخاص «تشارتر» تقوم الاخيرة بموجبه بتقديم تسهيلات طيران وخدمات مميزة لاعضاء «كابيتال كلوب دبي» وباسعار تفضيلية متميزة.

ويأتي إبرام الإتفاق بعد فترة وجيزة من مذكرة التفاهم التي سبق لمجموعة «امباير» ان ابرمتها مع «سيغنيتشر كلوبز إنترناشيونال» ونصت على وضع حزمة واسعة من خدمات الطيران الخاص في متناول أعضاء «نادي الأعمال»، ومنحهم قائمة من الخيارات الحصرية وغير المسبوقة من الرحلات والمسارات وبأسعار خاصة، بالإضافة إلى العديد من المزايا المهمة الأخرى ويقول غرايمي دياري، المدير التنفيذي لتطوير الأعمال في برنامج نت جتس الشرق الأوسط التابع « لناس» ان مفهوم التملك الجزئي للطائرات اصبح الخيار المفضل لدى بعض الأفراد، والمؤسسات الخاصة، والشركات المتعددة الجنسية الناجحة في المنطقة ، حيث يقوم الملاك بشراء أو تأجير نسبة جزئية من الطائرة الخاصة على أساس عدد ساعات الطيران التي يرجح أن يستخدموها خلال عام.

فترة حرجة للقطاع:

واجه قطاع الطيران اعواما صعبة بدات مع ارتفاع اسعار النفط ثم الازمة المالية التي عصفت بكثير من الشركات اخرها افلاس اكبر شرطة طيران في آسيا « الخطوط الجوية اليابانية « مع وصول ديونها 25.4 مليار دولار بنهاية سبتمبرالماضي. الا ان الشركات العربية وضعها أفضل بكثير من الشركات العالمية، حيث زادت حركة نقل الركاب في المنطقة العربية في 2009 بنسبة 11.2%، مقابل انخفاض في سائر أنحاء العالم بنسبة 3.5% حسب نائب رئيس الاتحاد الدولي للنقل الجوي «أياتا» للشرق الأوسط وشمال أفريقيا مجدي صبري، وقدرت خسائر قطاع النقل عالميا خلال العقد الماضي بنحو 50 مليار دولار ، منها 11 مليار دولار خلال 2009م.

ويتوقع الاتحاد الدولي للنقل الجوي ان تصل خسائر العام الجاري إلى 6.5 مليار دولار وعن توقعاتها لقطاع الطيران الخاص قالت مديرة التسويق برويال جت ان المؤشرات تدل على تعافي المنطقة في العديد من القطاعات مما يؤدي إلى تحقيق النمو في المجمل، لكن تختلف الأسواق والقطاعات في سرعة التعافي من تداعيات الأزمة، وبالطبع ينبغي على كل مؤسسة تحديد كيف تتعامل مع وضعها المالي واوضحت سارة والكر انه قبل بدء الأزمة المالية رصدت الدراسات المتخصصة نمو سوق الطيران العارض في الشرق الأوسط بنسبة 23% سنوياً في الفترة من 2006- 2008، لتبلغ قيمة خدمات الطيران الخاص الفاخر 500 مليون دولار سنوياً .




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد