الجزيرة - عبدالعزيز العنقري
رجحت دراسة اقتصادية أعدها مركز إرنست ويونغ العالمي للنفط والغاز، أن يعزز قطاع النفط والغاز من أدائه الإيجابي خلال العام الجاري. مضيفا أن هذا القطاع سيشهد، حتماً مزيداً من عمليات الاندماج والاستحواذ. كما أظهر التقرير نظرة إيجابية لقطاع التنقيب والإنتاج وقطاع الخدمات النفطية.
وبالنسبة لقطاع التكرير والتسويق ترى الدراسة أنه ما زال يعاني من ضغوطات الأزمة العالمية، ما يرجح استمرار هذا القطاع بالانكماش.
ويرى التقرير أن زيادة عدد مصافي النفط ستكون القضية الأكبر التي ستواجهها شركات النفط والغاز على المستوى العالمي بشكلٍ عام وفي القارة الآسيوية بشكلٍ خاص
أداء إيجابي للنفط والغاز.
وتوقع ديفيد بارنجر، رئيس خدمات استشارات النفط والغاز في إرنست ويونغ الشرق الأوسط، أن يعزز قطاع النفط والغاز من أدائه الإيجابي خلال العام الجاري، وذلك نظراً للطلب المتواصل على النفط. وقال بارنجر: «تسعى الشركات الكبرى في قطاع النفط والغاز لإيجاد المزيد من الفرص لتوسيع قاعدة أصولها، مدعومةً بأسعار النفط المرتفعة وبميزانياتها القوية.
عمليات الاندماج والاستحواذ
يعتقد بارنجر أن قطاع النفط والغاز سيشهد، حتماً مزيداً من عمليات الاندماج والاستحواذ، نظراً لسعي الشركات الكبرى للاستفادة من الفرص الاستراتيجية التي تمثلها الشركات الصغيرة». كما لفت بارنجر إلى أن نجاح صفقات الاكتتاب المنتظرة خلال العام الجاري سيؤدي إلى زيادة اهتمام المستثمرين بالتوجه إلى قطاع النفط والغاز.
من جانبه قال أندي بروغان، رئيس خدمات استشارات الصفقات الخاصة بعمليات النفط والغاز في إرنست ويونغ العالمية: «لقد بدأ التفاؤل يعود مجدداً إلى قطاع النفط والغاز بشكل بطيء، حيث شهد العام الماضي عقد 837 صفقة اندماج واستحواذ على المستوى العالمي.
ويتزامن هذا التقرير مع الأخبار التي ذكرت نقلا عن مصادر في قطاع النفط يوم الخميس الماضي أن المجلس الأعلى للبترول في دولة الكويت قد اقترح على مؤسسة البترول الكويتية دمج الشركات العشر التابعة للمؤسسة تحت شركة عملاقة باسم شركة البترول الكويتية, بحيث يشمل هيكل الشركة الجديدة أربعة قطاعات تضم الاستكشاف والمصافي والخدمات المتعلقة بالقطاع النفطي والنقل والتسويق.
وبالعودة للتقرير, فإن الدراسة تتوقع أن يشهد العام الجاري استمراراً للاتجاهات الإيجابية التي سجلت في الأشهر الأخيرة، على قطاع التنقيب والإنتاج وقطاع الخدمات النفطية.
أوقات صعبة بالنسبة لقطاع تكرير النفط
يذكر التقرير أن قطاع التكرير والتسويق ما زال يعاني من ضغوطات الأزمة العالمية، حيث من المرجح أن يستمر هذا القطاع بالانكماش نتيجة الارتفاع المتواصل في أسعار النفط الخام ومحدودية الطلب على المشتقات النفطية.
في المقابل، فإن التوسع في مصافي النفط الذي تم التخطيط له خلال فترة النمو الكبير في الطلب على المنتجات النفطية، سينعكس ضعفاً في أرباح هذا القطاع خلال السنوات القليلة المقبلة، كما سيؤثر بشكلٍ سلبي على المصافي المتطورة.
وأوضح بروغان ان زيادة عدد مصافي النفط ستكون القضية الأكبر التي ستواجهها شركات النفط والغاز على المستوى العالمي بشكلٍ عام وفي القارة الآسيوية بشكلٍ خاص.
وقد شهد قطاع النفط في الصين عملية تحديثٍ كبيرة، حيث تم إغلاق العديد من المنشآت الصغيرة غير الفاعلة، واستبدلت بمصاف أحدث وأكبر قادرة على التعامل مع نفط أثقل وأكثر حمضية، وهذا بدوره سيزيد من الضغوط على المصافي الأخرى التي تصارع حالياً للبقاء».
ورجحت الدراسة أن تشهد الأسواق التي تعاني من فائض كبير فترة أطول من عدم التيقن، وصعوبات في عقد الصفقات. وعلى غرار العام الماضي، فمن المتوقع أن تستفيد بعض الشركات من الفرص المتاحة على عكس البعض الآخر. وعلى الرغم من انخفاض عدد صفقات الاندماج والاستحواذ التي شهدها العام الماضي بنسبة 24% مقارنةً مع عام 2008، إلى أن قيمتها الإجمالية كانت أكبر بنحو 10%، لتصل إلى 198 مليار دولار أمريكي.
التوقعات على المدى القريب
على الرغم من أن هناك حالة من عدم التيقن حول مدى قدرة الاقتصاد العالمي على التعافي وأثر القرارات التي تم اتخاذها لتحسين الأوضاع الاقتصادية، فقد أعرب بارنجر عن ثقته بقدرة قطاع النفط والغاز على مواصلة حالة التعافي، حيث قال: «شهدت أسعار النفط نمواً ملحوظاً وبدأ رأس المال السهمي بالتدفق مجدداً إلى هذا القطاع، في الوقت الذي استعادت فيه المشروعات التنموية عافيتها بوتيرة متصاعدة وازداد حجم الموازنات المخصصة للقيام بعمليات الاستكشاف والتنقيب. وتشير هذه الأمور بشكلٍ واضح إلى تنامي أعمال هذا القطاع الذي يتمتع بخبرةٍ واسعة في التعامل مع حالات التذبذب وعدم الاستقرار، كما تدل على توجهه نحو استثماراتٍ طويلة المدى».
يذكر في هذا الشأن أن الرئيس التنفيذي لشركة ارامكو كان قد أعلن يوم الثلاثاء الماضي ان المملكة ستستثمر 90 مليار دولار في تنمية البنية التحتية للطاقة على مدى الأعوام الخمسة القادمة.
كما أن قطب صناعة التعدين البرازيلي أيكي باتيستا يخطط لطرح شركته لبناء السفن وخدمات البترول أو.اس.اكس الأسبوع القادم في اكتتاب من المتوقع ان يجني 5.6 مليار دولار الذي سيكون ثاني اكبر اكتتاب عام في البرازيل على الإطلاق.
كما يذكر ان شركة إرنست ويونغ البريطانية تعتبر من أكبر الشركات العالمية في مجال الخدمات الاستشارية. بدأت عملها في الشرق الأوسط منذ العام 1923م.