Al Jazirah NewsPaper Saturday  13/03/2010 G Issue 13680
السبت 27 ربيع الأول 1431   العدد  13680
 
خبير عالمي: استنساخ نظام الرهن العقاري الأمريكي خطر والبديل إسلامي

 

الجزيرة - الرياض :

أكَّدالبروفسور الأمريكي نسيم طالب اللبناني الأصل خطورة نسخ نظام الرهن العقاري الأمريكي في المملكة، وذلك لاعتماده على الديون مما قد يرفع نسبة الديون للدخل القومي مشكلاً خطراً على الاقتصاد المحلي واستقراره، مشيراً إلى أن المملكة لديها ميزة خاصة تنبع من وجود فكر التمويل الإسلامي وإيمان أفراد المجتمع به وقدرة المملكة على الابتكار ووضع نظام خاص يقوم على مبدأ المشاركة وتقليل الديون وتوزيع المخاطر.

ودعا نسيم إلى ضرورة تشجيع الشركات والأفراد بعدم التمادي في الاعتماد على الديون، من خلال موازنة ذلك، لكون الديون تتسبب في إرهاق المقترضين، خاصة على المدى البعيد، ولما فيها من آثار سلبية، تنعكس سلباً على الاقتصاديات المحلية، في الوقت الذي أكَّد فيه ضرورة الاعتماد على التمويل الإسلامي ومبدأ المشاركة في التمويلات.

ودعا د. طالب الحكومات والشركات إلى التقليل من الاعتماد على الديون في جميع أعمالها، والاعتماد على نظام المصرفية الإسلامية، وذلك لما في الديون من مخاطر واسعة، وواقعية النظام المالي الإسلامي. حيث أشار إلى أن العلم منبعه شرقي ويجب أن يرجع لجذوره. وعدّ أن نظام الاقتصاد الإسلامي بما يركز عليه من مشاركة في الأرباح والمخاطر وعدم تضخم القطاع المالي على حساب القطاع الحقيقي، يتفوق على الأنظمة الغربية ويسهم في استقرار الاقتصاد على المدى البعيد ويقلل احتمالية الهزات الاقتصادية.

كما أكَّد على أهمية تبني المملكة لهذا النظام والاستفادة منه في وضع نظام اقتصادي يستفيد من الاقتصاد الإسلامي.

جاء ذلك في حلقة نقاش متخصصة عقدها مركز الدراسات الإسلامية بالمعهد الدبلوماسي بالتعاون مع شركة لاند مارك من الولايات المتحدة وناقش فيها مجموعة من كبار رجال الأعمال والخبراء وكبار المسؤولين الحكوميين المخاطر التي يواجهها الاقتصاد العالمي والمحلي في هذا العقد بعنوان (المخاطر التي يواجهها الاقتصاد العالمي والمحلي في القرن الحادي والعشرين).

وصرح الدكتور رجا المرزوقي المشرف على مركز الدراسات الإسلامية، أن ورشة العمل تأتي ضمن نطاق نشاط المركز لبحث الموضوعات ذات الأهمية بالنسبة للمملكة. موضحاً أن ورشة العمل هي الثانية حول الأزمة المالية العالمية، حيث نظم المركز نقاش (الطاولة المستديرة: الأزمة المالية العالمية وآليات التعامل معها ودور المملكة في مجموعة العشرين في فبراير (شباط) من عام 2009م.

وأشار الدكتور المرزوقي إلى أن ورشة العمل تناولت بالتقييم كلاً من المنظورين الدولي والمحلي للمخاطر المالية التي قد تنشأ مستقبلاً وأن الورشة ركزت في موضوعاتها على ثلاثة محاور وهي: الرهن العقاري والمصرفية الإسلامية ومخاطر الديون. منوهاً إلى أن العالم تعامل مع الأزمة بجهد جماعي من خلال مجموعة العشرين، حيث حظيت المحفزات المالية والاقتصادية بنصيب الأسد من التعاون الدولي، بينما الخلل الهيكلي الذي أدى إلى نشوء الأزمة لم يتم وضع آليات تعالجه.

إن التركيز على المحفزات المالية وعدم معالجة الخلل الهيكلي الذي يعاني منه الاقتصاد العالمي قد يتسبب في نشوء أزمات اقتصادية مستقبلية ويجعل الاقتصاد العالمي عرضة للهزات الاقتصادية بشكل مستمر وفي أوقات قصيرة.

وأوضح د. رجاء المرزوقي أن نقاش الطاولة المستديرة للعام الحالي يستهدف نقاش المشكلات التي يواجهها الاقتصاد العالمي والمحلي ووضع التوصيات المناسبة فيها تمهيداً لرفعها للجهات ذات العلاقة بالمملكة للاستفادة منها في وضع الاستراتيجيات المناسبة في معالجة الخلل الهيكلي الذي يجعل الاقتصاد المحلي عرضة للهزات الاقتصادية.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد