عندما أعلن الاتحادي المخضرم الدكتور (عبدالإله ساعاتي) سحب ملف ترشيحه -بشكل مفاجئ- وتراجعه في الرمق الأخير عن الدلوف في مضمار المنافسة والتصويت مع الخلوق جداً الدكتور (خالد المرزوقي) لاختيار وتنصيب الرئيس الجديد لقيادة النادي الثمانيني.. آثار انسحابه المفاجئ ردود فعل متباينة على الساحة الاتحادية تحديداً ولأسباب.. لم يفصح عنها الأكاديمي الرياضي الذي كان مدعوماً بأصوات الترشيح من محبي العميد والتي كانت تتمنى وجود (الساعاتي) على سدة الرئاسة للنادي الكبير.. كونه يملك الفكر القيادي المتخصص والنضج الاستثماري والفلسفة الإبداعية والاستقلالية في الرأي علاوة على خبرته الفنية كلاعب سابق مثل العميد في فترة ماضية وانتمائه لعائلة رياضية عريقة سبقهم بها عميد مؤرخي الحركة الرياضية د. أمين ساعاتي الذي لعب في صفوفه قبل نصف قرن من الزمن ونيف وتحول أي -الساعاتي الكبير- بعد اعتزاله المبكر إلى احتراف مهنة التوثيق العلمي ورصد المعلومة الرياضية في أوعية وبطون التاريخ الرياضي، وكون الساعاتي -عبد الإله- يملك في حقيبة ترشيحه هذه المقومات.. وهي كفيله ان تّدعم حظوظه في فوزه بالترشيح خصوصاً وأنه كان يتطلع في حالة فوزه برئاسة النادي الثمانيني إلى ماسسة عميد النوادي وإدخال التطبيقات الآلية الحديثة في كافة الإعمال المختلفة وفتح أبواب ثقافة الحوار بين كافة الأطياف الاتحادية وكافة الأندية إلى جانب استقطاب جميع القيادات الاتحادية بكافة توجهاتها بصرف النظر عن آرائها والعمل على تقبل الرأي الآخر.. لكن (فجأة) أعلن -الخبير الرياضي- انسحابه لأسباب لم تعرف دوافعها وبواعثها وفضّل الاحتفاظ بها داخل (الصندوق الأسود) سبعة أشهر ونيف دون تصريح أو تلميح ولم يفصح عنها لأنه يعرف أن قادم الأيام كفيل بكشف النقاب والمثالب المستورة..!! غير أن الرئيس الحالي -صاحب المبادئ والقيم الأخلاقيه- الدكتور خالد المرزوقي كشف عن حقيقة انسحاب (الساعاتي) المفاجئ حين تعرض (طبيب القلوب) من الإعلام الاتحادي المدفوعين من شرفيين معارضين لحملة منظمة لإسقاط إدارته مما دفعه وحفاظاً على كرامته وسمعته إعلان استقالته على مضض نهاية الموسم الحالي وهي فترة قياسية، ولم يمض على رئاسته إلا سبعة أشهر تقريباً.. وأتصور لو وجد -المرزوقي- الأجواء النقية والبيئة الصحية داخل دهاليز البيت الاتحادي ربما نشاهد عملاً إدارياً احترافياً لأنه يملك العقلية الإداريه المستنيرة.. لكن رياح آمال وتطلعات (الطبيب)جاءت هذه المرة عكسية وعابثة في أدواته ومنهجيته وأسلوب إدارته العلمية بفعل الحملة الإعلامية الشرسة وإرهاصاتها!!.
- استقالة المرزوقي -حتى وإن تراجع عنها بتدخل- الشرفي الكبير كشفت ورقة انسحاب (الساعاتي) من مضمار التصويت الانتخابي المفاجئ بعدما رأى أي -الساعاتي- أن العمل في البيت الاتحادي لا يشجع على الإقدام والمغامرة وسط أجواء مكهربة وظروف محبطة وانقسامات شرفية خطيرة وإعلام محسوب يعمل ضد مصلحة النادي، لأن الأذكياء وحدهم هم من يتخذوا قراراتهم برؤية عميقة وفكر ناضج ودراسة مستنيرة فتصبح بالتالي معاركهم ضد المستقبل ومثالبه محسومة لصالحهم.. بلا جهد أو تعب أو كبد.. هكذا قدم لنا الخبير الرياضي (عبدالإله ساعاتي) محاضرة علمية ثرية وذكية في كيفية اتخاذ القرار السليم من صلب القناعة والبراعة.. بعيداً عن العاطفة أو الاندفاعية وراء البحث عن الكرسي الوثير الذي يرتكز على أرضية مشبعة بالصراع والنزاع والخلافات التي لا تجلب إلا وجع الرأس والصداع المزمن!!..
k-aldous@hotmail.com