أسس الشيخ عبدالرحمن بن سعيد في عمق الكيان الهلالي مبادئ رياضية حسنة استمرت صفة لازمة لبني هلال في كل منافساتهم الرياضية. وضخ ذلك الرجل المثقف فكراً سقى أوردة الهلاليين بروح حضارية تعكس جمال مؤسستهم الحضارية الكبرى الشامخة في عريجاء الرياض. وللهلاليين من خلال الأسس التي تبناها ابن سعيد ثقافة خاصة ميزتهم عن غيرهم في التعاطي مع المعترك الرياضي الذي فهمه كثيرون على أنه أشبه بالحرب والمؤامرة والدسائس؛ والتفت الرجال في نادي الهلال إلى تعزيز تلك القيم بخلق روح التنافس الأخلاقي في نفوس لاعبيهم ونجومهم. وعلى ذلك البناء الفكري الحضاري تحقق للهلاليين موقع الزعامة، وراحوا يتصدون للصدارة في عدد من الألعاب، ومنها كرة القدم التي رفعت قيمة الحضارة الزرقاء إلى مشهد بطولي يتسم بروح الكبار، سواء أفازوا أم خسروا..!
كم أنت بهي أيها الهلال.. وما أبهى ذلك النقاء الذي تشكل في حضارية قيادييك ومفكريك؛ وإني لواثق بأن الخطى التنويرية التي يتمتع بها الهلاليون مكنتهم من اعتلاء المنصات، وتجاوز المحن والعقبات.. والهلاليون عالم مختلف من فكر الاختلاف، وفيض مغدق من ثقافة الحوار، ولقد تعززت قيمة الهلال بالحضارة والفكر، واعتلى الهلال القمة بالروح والشفافية التي سخرت للطاقة الزرقاء المكوث طويلاً على عرش التميز والإبهار.. وأي إبهار؟.. إنه إبهار الكبار.
أطال الله تعالى في عمر مؤسس الهلال التنويري، وزاد من جمال الرياضة بروح مثقفيها الذين بنوا بعطائهم التثقيفي البنيان الراقي والشاخص بالهمم.. لا بالكلام والتشكيك في الذمم..!
إعلامي - كاتب وناقد صحافي
Salh2001@yahoo.com