لا أدري أيصدف كلما أصغيت للمذياع أن يكون الحوار، أو الفتيا، أو مناقشة مشكلة إنسانية ما عن الحسد، والسحر، والأخطاء في العبادات, أو الجهل بالحدود ؟.. فأذهب أتفكر في شأن إهمال مناهج التعليم أن تحتوي على كمية وافرة بدعامات ما ورد في سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، في التعامل مع النفس، ومع الآخر، وكيفية معالجة أمراض النفوس ورد شأنها للإيمان المطلق، والاعتماد على العمل والتوكل على الله معاً، والأخذ بأزمتها للتقوى لأنها الحصانة الأولى الرادعة عن الأخطاء في حق الذات وفي حق الآخر.., لأن الكثير مما يقوله المجيبون عن أسئلة الناس يدخل ضمن المعرفة الواجبة على كل فرد، فكيف إن كانت مكررة، ومطروحة على أرصفة الوقت..؟.
ألا يعلم الفرد المتعلم بل الأمي من سنة نبيه المعلم المؤدب التقي الورع القدوة المدرسة، أن الله تعالى لا يقبل لعبده أن يتحاسد ؟ ولا أن يظلم نفسه..؟.. ومع ذلك فإن باب الإنابة مشرع في كل لحظة، وأساليب البراءة متعددة الأوجه..؟ فمن لم يسلكها في النهار فإن الليل من ناشئته، وحتى يتبدى الخيط الأبيض من الأسود محتواه..؟ ألم يقل صلى الله عليه وسلم: «إن هذه النار إنما هي عدو لكم، فإذا نمتم فأطفئوها عنكم»..؟
وكيف تطفأ ؟ أليس بالتوبة والاستغفار والقيام إنابة بين يدي الغفور الرحيم..؟..
ألم يستعذ الرب من شر الحاسد، والنفاثات في العقد..؟..
وقد قال أحد الفقهاء بأن الحاسد يصله خمس عقوبات، الغم الذي لا ينقطع، والمصيبة التي لا يؤجر عليها، والمذمة التي لا يحمد عليها، والباب المغلق دون التوفيق، ومن قبل ومن بعد سخط الرب..؟
خلاصة لكل تعاليم الخالق في خلقه، وتحريضه لهم للتخلص من الظلمة في الجنان، لتشرق لهم فضاءات الرضاء من الرحمن حين يكونون في الحياة برداً وسلاماً على بعضهم، ومن ثم على أنفسهم..؟
لماذا يتمادى الناس في هجر السنة النبوية معرفة وفهما وتطبيقاً..؟
ربما تحتاج الحياة لينجح فيها البناء والعمار، وتؤتي أكلها من منجزات الإنسان ليعيش طيباً هانئاً، أن يسلك في حياته ما يتعلمه من منهج الخير والنور، ليسلم أولاً حين يتشرب منهج الأدب مع نفسه، فيسلم الآخرون منه في إثر ذلك.