الجزيرة - خاص :
في ظل العولمة والبث المباشر والفضائيات والإنترنت، وانفتاح المجتمعات المسلمة على العالم بلا ضوابط ولا حدود، برزت العديد من المشكلات والظواهر الاجتماعية، بعضها كان موجوداً بشكل خفي أو ضعيف، وبعض المشكلات جاء مع طوفان المعلومات والمعارف ومحاولة شبكة العولمة غرس قيم وثقافات وسلوكيات على حساب المجتمعات الإسلامية، وظهر دور قادة الرأي العام في توجيه وإرشاد المواطنين إلى خطورة هذه المشكلات، وبرز دور الدعاة الأكثر تأثيراً في إيجاد الحلول المناسبة لهذه المشكلات؟ فما هو المطلوب من الدعاة لمواجهة القضايا والمشكلات الاجتماعية.. كان ذلك المحور هو ما طرحناه على عدد من المسؤولين بالشؤون الإسلامية.. فماذا قالوا؟
آلة سليمة وصحيحة
بداية يؤكد الشيخ سليمان بن علي الضالع المدير العام لفرع وزارة الشؤون الإسلامية بمنطقة القصيم أن الشريعة الإسلامية شملت كل ما فيه سعادة البشرية في الدنيا والآخرة واستوفت بتعاليمها السمحة ونصوصها الثابتة كل ما يكفل للفرد والجماعة حياة طيبة هانئة وما يتعرض له المجتمع المسلم في عصرنا الحاضر من مشكلات اجتماعية وأخلاقية وفكرية سببه البعد عن تعاليم الدين وأحكامه. وهذا يتطلب من الدعاة والناصحين جهداً عظيماً في تحليل المشكلة وفق منهج وسطي معتدل مبني على آلة سليمة وصحيحة يراعى فيها التأصيل الشرعي من نصوص قرآنية وأحاديث نبوية صحيحة.
خطة إستراتيجية
ويقول الشيخ صالح بن إبراهيم الدسيماني مدير عام فرع وزارة الشؤون الإسلامية بمنطقة نجران: لدرء مخاطر الانحراف الأخلاقي، أو الاتجاه نحو العنف خطورتهما على شباب الأمة، فلا بد من وضع إستراتيجية لدرء هذين الخطرين، لأن لكل من المشكلتين سواء الانحراف الأخلاقي أو الانحراف الفكري، لكل منهما خطتها المناسبة التي يجب أن تشترك فيها الجهات المؤثرة في المجتمع تربوية ودعوية وإعلامية واجتماعية، لنضع خطة إستراتيجية عاجلة، وأخرى طويلة المدى، حفظ الدين على صورته النقية بعيداً عن البدع التي أُضيفت إليه، أو الأقوال الباطلة التي نُسبت إليه، كما أنه يؤدي إلى تآلف القلوب واجتماع الكلمة ووحدة الأمة؛ إذ لا مجال ولا مسوّغ للتفرق والاختلاف عند العودة إلى المنابع والأصول واقترح أن تتولى الجامعات ومراكز البحوث فيها، بل وأقسام الدراسات العليا إعداد دراسات متخصصة سواء عبر الأطروحات العلمية لرسائل الماجستير والدكتوراه أو البحوث المتخصصة بحيث تدرس هذه المشكلات دراسة متعمقة تشخص أسبابها وتقترح علاجها وأساليب التوقي منها، ويجب علينا أمام تلك القضايا الملحة أن نكون على مستوى المسؤولية، ونكون على شكل جذاب للمستمع والمشاهد، يُدار فيها النقاش، ويفتح مقدم الندوة باب الأسئلة على الضيوف من العلماء، ثم يجاب على الشبه التي تظهر لبعض الشباب أنها عظيمة، بينما هي عند أهل العلم من القضايا التافهة وسهلة النقض، ويقدر أعضاء اللجنة بحسب غلبة المصلحة فتح المجال للأسئلة الشفهية من سائر المستمعين، أو تكون مرسلة عبر الفاكس أو بالهاتف، ثم تكتب وتقدم للعالم ليجيب عليها.
صيانة المجتمع
أما الشيخ عبدالعزيز بن عبدالرحمن الخضيري المدير العام لفرع وزارة الشؤون الإسلامية بمنطقة الحدود الشمالية فقال: الواجب على الداعية أن يكون حاضراً في أداء رسالته وصيانة المجتمع من هذه الأخطار الأخلاقية والفكرية وتقديم الحلول الصحيحة والواقعية ومخاطبة الناس على قدر عقولهم مع الحرص على بث التفاؤل والخير وأن تكون الحلول مصدرها الكتاب والسنَّة وعرضها بأسلوب حسن فإنه يزيد الحق وضوحاً وقبولاً.
خطاب مفتوح
ويؤكد الشيخ ناصر بن مسفر بدران المدير العام لفرع وزارة الشؤون الإسلامية بمنطقة الباحة أن الخطاب الديني ليس فتاوى على الدوام، بل هو تعبير عن المجتمع ومشكلات الناس، والخطاب الديني خطاب مفتوح على العصر يتابع الأحداث ويتفهم الحياة ويغوص في الأمور الحياتية.
وعلى الداعية أن يشارك في تقديم الحلول بصورة واقعية وصريحة ووسطية وبعيدة عن الغلو.
تشخيص المشكلة
ويشير الشيخ علي بن سالم العبدلي المدير العام لفرع وزارة الشؤون الإسلامية بمنطقة الجوف إلى أنه ينبغي على الداعية أن يأخذ على عاتقه أن يعرض المشكلة في موضعها الصحيح ليتم تشخيصها بصورة دقيقة ثم طرح العلاج المناسب للنهوض بالخطاب لحل وعلاج أي مشكلة سواء أخلاقية أو فكرية أو اجتماعية والمنهج المطلوب أن يتبعه الداعية هو تحكيم شرع الله والأخذ بالكتاب والسنَّة والاجتهاد والقياس فيما لم يرد أو لم يثبت عن الصحابة أو التابعين.