كلما قرأت التصريح بالعمل الدعوي لعدد من الداعيات من قبل وزارة الشؤون الإسلامية تبادر إلى ذهني الأجواء النسائية التي تقام داخل أسوارها محاضرات الداعيات. فأحياناً تقام المحاضرة في أماكن ترفيه تقصدها النساء، كمدن الألعاب والأسواق والحدائق النسائية، فتقام في ركن قصي محاضرات يتم من خلالها طرح موضوعات قيمة لكوكبة من الداعيات لكن! هناك نساء وفتيات داخل تلك الأماكن ليس لديهن أي اهتمام بالمحاضرة، وبعضهن يكون لديهن مخالفات شرعية سواء في اللباس الذي لا يستر، أو ما يكون موسوماً على الوجه كالنمص أو قصات شعر توحي بالتبعية والانسياق الأعمى، أو لبس شعارات ورموز ترفضها عقيدتنا، لكن من لهؤلاء المخالفات؟ مؤسف أن نراهن محاطات بنساء من الزوار يقمن بواجب الإنكار مع أنهن يفتقرن إلى العلم الشرعي، ولا يجدن أحياناً لغة التفاهم مع هذا الجيل، وقد يتحول النصح إلى شجار وسخرية تنفر وتجلب العناد.
كثيراً ما أتساءل عن هذا الموقف الذي يتكرر في تلك الأماكن: لماذا لا يكون هناك داعيات مساندات لأخواتهن اللاتي يقمن بإلقاء المحاضرات، فيكون عملهن ميدانياً تندمج الواحدة منهن في ذلك الوسط مصرحاً لها تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر على علم وبصيرة، تستوقف المخالفات، وتقدم لهن النصح والتوجيه، وبذلك تغلق الاجتهادات الخاطئة من المتطوعات، وتتسع دائرة النصح، ويعم التنوير والخير في الوسط النسائي عامة.
نحن بحاجة إلى هذا الطاقم النسائي ليعملن في الحسبة بضوابط ومعايير داخل تلك الأسوار، فالحاجة ماسة لكثرة المخالفات في تلك الأماكن، وسرعة الاقتباس والتقليد فيها.
* بريدة