Al Jazirah NewsPaper Friday  12/03/2010 G Issue 13679
الجمعة 26 ربيع الأول 1431   العدد  13679
 
رئيس جمعية التحفيظ بالباحة لـ (الجزيرة):
الحملة الشرسة على ناشئة الأمة أثرت تأثيراً سلبياً كبيراً في الشباب

 

الباحة - خاص بـ (الجزيرة) :

رأى فضيلة رئيس جمعية تحفيظ القرآن الكريم بمنطقة الباحة الشيخ محمد بن عبد الله بن غنام أن الحملة الشرسة التي تستهدف ناشئة الأمة وبيوت المسلمين، قد أثرت تأثيراً كبيراً لا يستهان به وأن التساهل في هذا الأمر من شأنه التأثير في مستقبل الأمة وهويتها، مؤكداً ضرورة أن يكون لوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد قناة فضائية تستهدف بصفة خاصة الحفاظ على ناشئة الأمة والأسرة، وأن توجه من خلالها جهودها لخدمة القرآن الكريم والسنة المطهرة وتفنيد البث المسموم ودحر آثاره، وبالتالي طرح المسابقات المختلفة التي تجذب الناشئة بمختلف فئاتها العمرية وتوجيه الخطباء في المساجد وأولياء الأمور لرعاية أولادهم وأسرهم وإيجاد البدائل التي تجذبهم وتوجههم نحو الخير والفضيلة.

وطالب فضيلته بالعناية بإيجاد مناهج للتفسير في حلق القرآن الكريم من قبل متخصصين بالتعاون مع المكاتب التعاونية ليكون درساً أسبوعيا وفق منهجية يتولى إعدادها والعناية بها علماء متخصصون بما يناسب المستوى العمري والعقلي والفكري لطلاب الحلقات والدور النسائية، وأن يوكل تدريس السنة النبوية للمكاتب التعاونية وفق منهج مناسب للزمن المتاح ولن تكون هذه كافية ما لم تقم في المساجد دروس علمية ومسابقات في السيرة النبوية، ومسابقات أسرية لبث الوعي بين أفراد الأسرة بسيرة المصطفى - صلى الله عليه وسلم -، داعياً إلى تبني تدريس السيرة النبوية في جميع مراحل التعليم العام والجامعي بالتدرج حسب المراحل الدراسية والعمرية.

وقال الشيخ محمد بن غنام: إن السنة النبوية هي الوحي الثاني وهي التي فسرت القرآن الكريم ووضحت أحكامه، ونحن في هذه البلاد نحمد الله - جل وعلا - أن هذه السنة تقوم بخدمتها كليات الشريعة في جامعات المملكة، وهنا أؤكد ضرورة وجود كلية شرعية في كل جامعة من جامعات المملكة وأقسام خاصة بخدمة السنة النبوية، كما أن الدروس العلمية التي تعقد في المساجد تدعم هذا التعليم وتعززه بالشرح والتوضيح وأنني أرى أن تتولى المكاتب التعاونية تدريس السنة للناشئة، علماً بأن لديهم برامج خاصة بالشباب وأن تتولى وزارة الشؤون الإسلامية مشكورة إقامة مسابقة السنة سنوياً، وأن يعتني بأمهات كتب الحديث بالتدريج

من جهة أخرى، أعرب فضيلته عن سعادته وسروره بتسابق الأبناء والبنات على حفظ كتاب الله، والتنافس في حفظه، وإن هذا مما يبشر بمستقبل مشرق لهذه الأمة في القريب - بإذن الله وقد لمسنا اهتمام أولياء الأمور من الآباء والأمهات من خلال متابعتهم ومقابلة المدرسين وسؤالهم عن أولادهم، بل إن بعض حلق البنين والدور النسائية بدأت بعقد مجالس للآباء والأمهات للتعاون معهم، والأبعد من ذلك أن المشرفين على حلق القرآن يكرمون المعلمين ومديري المدارس الذين يولون طلاب الحلق عناية خاصة.

وأكد فضيلته أن هذا التعاون الوثيق بين عناصر المجتمع المؤثرة في الناشئة دليل على الاهتمام الكبير الذي يولونه لحفظة كتاب الله وتعاون يثمر - بإذن الله - صلاحاً في المجتمع وحماية لأبنائه وبناته من المؤثرات السلبية والانحرافات الفكرية والسلوكية، منوهاً بارتفاع الاهتمام بالعناية بالطلاب والطالبات وإعداد المعلمين والمعلمات لرفع مستوى أدائهم التعليمي عن طريق الدورات والزيارات التقويمية، ما انعكس أثره على مستوى الطلاب والطالبات وإتقانهم، وهذا في حد ذاته جهد مشكور.

وأبرز الشيخ محمد بن غنام على العلاقة الوثيقة بين الدعوة إلى الله وحفظ القرآن الكريم، وقال: إن هذا ما لمسناه من الحفاظ المتقنين الذين عكفوا على طلب العلم الشرعي من خلال الدروس العلمية، ودروس التفسير التي تنظمها المكاتب التعاونية وقيامهم بإمامة المساجد وخطب الجمعة، مستمدين قوتهم العلمية من النبع الصافي في كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - ولنا في أصحاب الفضيلة أئمة المسجد الحرام والمسجد النبوي دلالة واضحة وشرف عظيم لهذه الجمعيات ولهذه المسابقات فبعضهم نتاج هذه المسابقات، ونحن بحاجة إلى القدوات من المعلمين والمعلمات والأئمة والدعاة الذين يقتربون من الناس، ومن الناشئة بصفة خاصة ويتحدثون إليهم في مجامعهم وطرقاتهم وأسواقهم وينشرون البسمة بينهم وطلاقة الوجه ويفشون السلام وهنا يكون الاقتراب من الناس والناس بحاجة ماسة لذلك والشباب بصفة خاصة (الكلمة الطيبة صدقة)، (وطلاقة الوجه معروف).

وأكد فضيلته على أهمية الوقف وأثره الكبير في التاريخ الإسلامي في جميع مجالات الخدمات العامة، وهو في تعليم القرآن الكريم أكثر فضلاً وثواباً وصدقة جارية لصاحبها وله في ذلك الخيرية التي جاءت على لسان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في قوله: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه)، والملاحظ أن الذين منّ الله عليهم بسعة الرزق يعزفون عن هذا الخير المستمر وهذه دعوة أوجهها لكل مسلم أن يستبقي له عند الله صدقة يجري ثوابها بعد موته يوم تنقطع الأسباب، ودعوة لأصحاب الجدة بصفة خاصة أن يسهموا في بناء الأوقاف لتعليم القرآن الكريم بل أجزم أن هناك من يستطيع بناء عشرات الأوقاف ولعله يجعل لنفسه خيراً يلقاه يوم يفارق المال والولد. وأهل هذه البلاد خيرون - ولله الحمد - فقد أنشؤوا الأوقاف الكثيرة والمطلوب منهم المزيد (وما نقص مال من صدقة بل يزيد بل يزيد).

من جهة أخرى بين الشيخ محمد بن غنام أن عدد فروع الجمعية يبلغ ثماني جمعيات في كل من: (بلجرشي، والمندق، وقلوة، والمخواة، والقرى، والعقيق، غامد، والحجرة ) ويبلغ المجموع الكلي للمنتسبين للجمعية وفروعها ( 13630 ) طالبا وطالبة، وعدد الحلق (651) حلقة، بينما يبلغ عدد الخاتمين للقرآن ( 96) خاتماً، والحافظون لخمسة أجزاء وأقل ( 3341) طالبا وطالبة، بينما يبلغ عدد المدرسين والمدرسات (579) مدرسا ومدرسة، والموجهين والموجهات (90) موجهاً وموجهة، وعدد الموظفين والموظفات (126 ) موظفا وموظفة، إضافة إلى ذلك تشرف الجمعية على حلق التحفيظ في جهاز الدفاع المدني حيث عدد الطلاب (78) طالبا، بينما يبلغ عدد طلاب السجون (111) طالباً، وعدد طلاب دور الملاحظة (38) طالباً.

وفي ختام تصريحه، سأل رئيس جمعية التحفيظ بالباحة الله أن يكلل المساعي بالنجاح، وأن يرزق الجميع الإخلاص في القول والعمل، وأن يحفظ بلادنا آمنة مطمئنة ويوفق ولاة أمورنا إلى كل خير ويزيدهم بخدمة كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - عزاً وتأييداً، وأن ويوفق وزارة الشؤون الإسلامية وعلى رأسها معالي وزيرها العالم الفاضل إلى كل خير، ويسدد القائمين على الإعلام لنشر الخير والدعوة إليه والذب عن هذه الجمعيات.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد