هذا هو عنوان الموضوع الذي تحدثت فيه الأسبوع قبل الماضي عن بعض الظواهر والمخالفات الشرعية في بعض السنن الشرعية، ومنها قضية الصلاة على الجنازة والتشييع والعزاء وما صاحبها من مخالفات، معظمها تصب في خانة التفاخر والمباهات حتى في مثل هذه الظروف القاسية واللحظات الحزينة.
وحينما تطرقت لبعض الظواهر والمخالفات لم أكن أقصد أن أحصر هذه المخالفات بقدر ما رغبت في أن أسلط الضوء على بعض عنها حتى يتم تناولها من الدعاة والخطباء والكتاب، بيد أن هذه الفكرة لم تكن مستوعبة بالكامل لدى أحد الإخوة، وذكر أنني أغفلت كثيراً من المخالفات لم يتم الإشارة إليها، وذكرت له أنني لست بصدد حصر المخالفات، ولا التحقيق عنها، واستقصائها، فأنا كاتب مقال، ولست هنا في مجال البحث العلمي والتأليف، وحينما اقتنع بوجهة النظر أصر على كلمة «ولو» فقلت له: ماذا لديك ؟ قال: هناك أشياء كثيرة أتمنى التطرق إليها ومنها:
- هناك من لا يقبل الصدقة في حياته ولن يقبلها بعد مماته وما يقدم للميت من تجهيز الكفن هو صدقة من المحسنين في بعض المساجد، ويغفل بعض أقارب الميت عن هذا الأمر، ويستحسن أن يقدموا مبلغاً يكافئ أو يزيد على قيمة الدفن، وهناك أيضاً من المحتسبين في غسل الميت وهناك من يتلقون أجوراً من القائمين على المسجد، وحبذا لو تمت المساهمة بمال على قيمة الكفن، وهذا ربما يكون فيه تحقيق لرغبة الأموات في حياتهم ولن يرضوا بأن يتصدق عليهم بعد مماتهم.
- ظاهرة الحضور للعزاء بملابس معينة للنساء أو ارتدائهن ملابس خاصة والتكلف بما لم يأت به دليل أو عمل عليه السلف.
- ظاهرة الإعلانات الصحفية للعزاء وفيه الكثير من الإسراف والميت بحاجة للدعاء والصدقة وليس التعزية.
- التغطية الإعلامية وحضور المصورين لدور العزاء وكأنه توثيق لهذه المناسبة والتفاخر بحضور شخصيات للعزاء.
- الإصرار على نقل المتوفى من المدينة التي توفي بها إلى مدينة أخرى ما لم يكن قد طلب ذلك والمشقة المترتبة على ذلك لأهل المتوفى.
عندها سكت صاحبي وأنا أدون ما يقول قلت له وأنت أيضاً لم تتطرق إلى نواحي أخرى وربما تأتي ملحوظات أخرى. هنا كرر صاحبنا كلمة «ولو» فإن لدي ملحوظات لبعض الجهات أتمنى أن تنفذ وتدرس بعناية قلت له: هات ما عندك، فقال:
- المظلات المؤقتة في المقابر وضعت في بعض المدن، وجاء بعض المحتسبين وأزالوها، وأتمنى أن يعرض الأمر على المشايخ، ويدرسون هذا الموضوع فلدينا أيام درجات الحرارة تفوق الخمسين، وهناك من لا يتحمل الوقوف لمدة طويلة تحت شمس الظهيرة بانتظار الدفن والتشييع، ولقد جدت أمور لم تكن في السابق كتوزيع الماء في المقبرة فلماذا لا يكون هذا ضمن التوسيع على الناس، والإسلام دين يسر وليس دين عسر.
- ثلاجات الموتى تغص بالعديد من الأطفال الموتى حديثي الولادة أو الذين ماتوا في بطون أمهاتهم أو من لا والي لهم ويبقون في الثلاجات أشهر عديدة فلماذا لا يتولى المحتسبون متابعة دفنهم.
- إبراء ذمة الميت في أسرع وقت وما الذي يمنع حينما يأتي الأقارب والأصحاب من ذوي العلاقة على الميت أن يسألوا جماعة أو فرادى بمن له حق على الميت وهذا أولى من الإعلان بعد أشهر أو الإهمال بالكلية.
- هجران الكثير من الناس لزيارة المقابر وتشييع الجنائز إلا في حالة وفاة قريب أو صاحب فقط، مع أن هذا العمل فيه أجر كبير.
alomari1420@yahoo.com