Al Jazirah NewsPaper Friday  12/03/2010 G Issue 13679
الجمعة 26 ربيع الأول 1431   العدد  13679
 

أوتار
أزمة.. وموقف
د. موسى بن عيسى العويس

 

لم أستحسن من قبل الخوض في المذاهب والأديان، لقناعتنا أن منشأها واحد، وأصلها واحد، وغاياتها واحدة، والبشرية على مر التاريخ، وتبعا لمصالحها أوجدت ذلك الصراع، وأحدثت ذلك الانقسام بين المجتمعات، وقد نجح (الغرب)، وقبل أكثر من قرن في التخلص من هيمنة هذا الموروث، ولا يزال الإنسان في كافة البقاع تواقا إلى فلسفة دينية يجد فيها صلاح دنياه وآخرته.

* في (اليمن) الشقيق تحاول قوى خارجية إعادة تاريخ الصراع المذهبي، فاستنبتت الجماعات المتمردة، مستغلة أوضاع (اليمن) الداخلية لتنفيذ مخططاتها الخبيثة، وأهدافها المسمومة داخل هذه الجزيرة.

* قبل مايزيد على (الخمسين) عاما لم يكن (اليمن) بمنجاة من مثل هذه القلاقل والفتن وحركات التمرد، ولم تسلم حدودنا من مثل هذه المناوشات التي تصدت لها (المملكة العربية السعودية)بكل ثقة واقتدار، بل وساندت الحكومة والشعب اليمني في كافة الأزمات التي مرّ، ويمربها، وما نتائج مجلس التنسيق بين اليمن والسعودية عنا ببعيد.

*من ذلك التاريخ، والإنسان (اليمني) يعيش طريدا شريدا،بسبب هذه الفئات التي أعاقت حركة التنمية والتقدم في بلاده.صورة (اليمني)البائس، ضحية الصراع، والفوضى المذهبية، وما تستبطنه من خرافات رسمها شاعر اليمن (عبد الله البردوني)، بوصفه واحدا منهم، كوته الأحداث، وأرهقته مع أفراد أسرته الحروب، لكنه كان واعيا لأطماع السياسيين في بلده. بدافع من وطنيته أشفق على (اليمني) الذي حمل أكثر من اسم في (مطارح الغربة)، وحمل أكثر من جواز، وأكثر من هوية مزوّرة، يحتال فيها لتامين لقمة العيش، مسميات عدة لشخص واحد، قال عنها:

ما اسم ابن أمي؟ (سعيدٌ) في (تبوكَ) وفي(سيلان) (يحي)، وفي (غانا) (أبو سندِ)

وأنت ياعم؟ في (نيجيريا) (حسنٌ)

وفي (ملاوي) دعوني(ناصر العندي)

* وليت الأمر وقف عند هذا الحد من السخرية والمهانة والمذلة، أو التفكك الاجتماعي التي جلبتها عليه المآسي، فهم لايتذكرون عدد الضحايا، ولايعرفون من بقي على قيد الحياة، وهم في المغترب، وتحت وطأة الحنين :

فوجٌ يموتُ وننساهُ بأربعةٍ

فلم يعد أحدٌ يبكي على أحدِ

*ورغم هذه المأساة، والخوف، والهلع، والتشرذم، والضياع،وفقدان الهوية لا تستغرب إذاسكّ مسمعك،وبادرك أحدٌ بأسئلة ساذجة سامجة في مثل تلك الظروف، لكنها على أيّة حال تنم عن سطحية التفكير، والانسياق وراء الخرافات :

وفوق ذلك ألقى ألف مرتزقٍٍ !

في اليوم يسألني... مالون معتقدي؟

بلا اعتقادٍ... وهم مثلي بلاهدفٍ

ياعم؟... ما أرخص الإنسان في بلدي!!

* الدين، أو المذهب الذي ترسمه بعض الطوائف،ويسوقونه على فئات معينة هو بالفعل (أفيون الشعوب)، وهو الذي يجرها إلى الرجعية والتأخر كلما حاولت بلادهم أن تنهض من كبوتها، إذن ستظل الإنسانية بشكل عام، والشعب (اليمني) بشكل خاص ينشد الخلاص والانعتاق من هؤلاء المرتزقة، ولن يجد ذلك إلا في وسطية الإسلام، فلنسع إلى تعزيز ذلك، ولننشر رسالتنا، رسالة الأمن والسلام، والعدل والطمأنينة. نعم لتلتفت المنظمات والهيئات والروابط الإسلامية إلى هذه الأوضاع في (اليمن) أ وغيره، وتعمل جاهدة على لملمة الجراح. ا-هـ

dr_alawees@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد