Al Jazirah NewsPaper Thursday  11/03/2010 G Issue 13678
الخميس 25 ربيع الأول 1431   العدد  13678
 
ملصقات الوهم لم تجلب إلا الهم
عمليات نصب وتزوير تحيط بـ «المديونين والحالمين ببيت العمر»

 

الرياض - علي الأسمري :

تعود للمرة الثانية من جديد ظاهرة ملصقات سداد الديون على أجهزة الصرف الآلي بعد ركود استمر شهرين تقريباً, وذلك بعد صدور تصريح من المتحدث الرسمي لشرطة المنطقة الشرقية العميد يوسف القحطاني، بعد وصول عدة بلاغات عن وجود ملصقات دعائية تروج لسداد الديون في البنوك، وتسهيل الحصول على قروض أخرى على أجهزة الصرف الآلي، مما ساهم بالتحقيق في الموضوع واستدعاء أصحاب هذه الملصقات عن طريق أرقام الجوال الموجودة في الإعلان، حيث تم أخذ التعهدات عليهم بعدم معاودة الإعلان, لأن ذلك يمثل طرقاً ملتوية وغير شرعية غير معروفة المصدر..

(صحف) التقت بأصحاب التجارب في تسديد ديونهم عن طريق هذه الإعلانات، ونقلت لنا معاناتهم:

طرق ملتوية للنصب والاحتيال

عبدالعزيز الشمري كان أحد الذين انخدعوا بالإعلان، قال: «كان لدي قرض في البنك أخذته في بداية الزواج, وقد أغراني الإعلان عبر هذه الملصقات الإعلانية على أجهزة الصرف الآلي في المبادرة والاتصال بصاحبه، اتصلت به واتفقنا على اللقاء في مكتب عقار، عندما قابلته طلب مني (500 ريال) وهي رسوم إدارية وأعطاني استمارة لأحد البنوك وبدأت بكتابة بياناتي فيها, وعندما سلمته الأوراق قال لي: سوف يسدد دينك وبإمكانك استخراج قرض ثان, ولو أردت أن تعود لك الـ(500 ريال) فعليك جلب خمسة عملاء آخرين.. بالفعل جلبت له خمسة عملاء وأخذ من كل واحد (500) ريال، وعندما ذهبت لمكتب العقار لاسترداد مالي كما اتفقنا، وجدت المكتب مغلقاً وجواله لا يرد، وعند ذهابي للبنك أعطيتهم صورة من الأوراق التي أوهمني بها, ووجدت أنها أوراق تعطى لأي شخص يتقدم لأخذ قرض.

تزوير في بيانات البنك

وتحدث أبومشعل بمرارة: يقول أنا رجل أوشكت على التقاعد وما زلت لا أملك بيتاً, فأغراني الإعلان بالملصق واتصلت به, بعدها اتفق معي بأن أختار العقار المناسب لي وحدد لي بأن التمويل سيصل إلى (5) ملايين ريال, وعندما واجهته بحقيقة عمري المهني وأني خلال سنتين سوف أحال للتقاعد قال لي مطمئننا: «هذه لعبتنا».

كان سعر العقار الذي اخترته يبلغ (مليونا و200 ألف), فأخرج الرجل لي القرض بقيمة مليوني ريال, أخذ منها (250) ألف ريال قيمة سداد قرضي وفائدته، وأعطاني الباقي لشراء المنزل، لكن عند سؤالي له كيف فعلت ذلك، مع أن نظام البنك لا يسمح لتدني دخلي وقربي من التقاعد لم يجب.

في الحقيقة أحسست بأن الموضوع فيه شبهة ودب الشك في نفسي، فأردت التحقق، فوجدت عند زيارتي للبنك أن عمري المهني ووظيفتي مزورة وراتبي أيضاً, وعلى أثر ذلك بلغ القسط الشهري للقرض في البنك (6) آلاف ريال، ولم أشعر بالمشكلة ألا بعدما تقاعدت حيث وصل راتبي (4) آلاف ريال, فأصبحت في ورطة لأني أريد تدبير (2000) ريال لسداد القرض بالبنك، لكن لم يتبق من راتبي أي شيء لي ولعائلتي.

وتنهد نادما: ماذا ينفع بيت الحلم الآن؟

والحاصل الآن أن الإعلانات الدعائية على الملصقات في تطور مستمر، وتنوع كبير، فإلى جانب تسويق القروض أصبحت هناك ملصقات منافسة لتسويق بعض المواد الطبية والغذائية.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد