سراة عبيدة - حسن شتوي
أكد رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز أن زيارته لمحافظة سراة عبيدة أتت للعناية والاهتمام بالقرى التراثية التي خرجت منها سرايا التوحيد للوقوف مع الملك المؤسس لهذا الكيان، وأن اهتمام الهيئة بالقرى التراثية سيتم تكثيفه حتى تعود الحياة لهذه الأماكن التي تحفظ للأجيال القادمة تاريخ وتراث الآباء والأجداد.
وأشار الأمير سلطان بن سلمان إلى أن اجتماعاً تم قبل زيارته للمحافظة مع صاحب السمو الملكي النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز أكد فيه على العناية والاهتمام بالقرى التراثية وتنميتها بحيث تكون مصدر رزق لا مصدر إزعاج، وأن تُتاح فيها فرص العمل لأبنائها.
وأبلغ سمو الأمير سلطان شيخ شمل آل الصقر عبيدة الشيخ هيف بن سليم وقبائله في كلمة ألقاها أول من أمس في احتفال أسرة آل سليم وقبائل آل الصقر بسموه: أن قراراً قد اتخذ للبدء في تأهيل وتطوير القرى التراثية هناك لتعود إلى الوضع الطبيعي، لكونها جزءاً من تاريخنا الوطني، وقال سموه: نحن في الهيئة نريد أن نبرزها حتى لا تكون جزءاً من الماضي، وأنها امتداد لتاريخنا الوطني الكبير، مشدداً على الاحتفاظ بكامل الملكية لملاَّك الدور التراثية، وأن دور الهيئة العامة للسياحة والآثار سيكون مسانداً وداعماً، وستكون الشريك الناصح، ولن يتم الاستيلاء عليها، بل ستظل في ملكية المواطنين لهم كامل الحقوق في الاستفادة القصوى منها.
وتوجه رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار بخطابه للمجتمع المحلي بقوله: من أراد الاستثمار فسوف تسانده الهيئة، وأن الاستثمار في القرى التراثية وفتحها للسياحة الوطنية سيكون مصدر اعتزاز لكم، ومصدر دخل جيد للمستثمر.
وكان سموه ووفد كبير من الهيئة العامة للسياحة والآثار قد وصل إلى منزل الشيخ هيف بن سليم في محافظة سراة عبيدة بعد الظهر.. حيث كان في استقباله الشيخ هيف ومحافظ سراة عبيدة أحمد بن سعيد الشهراني ومدير الشرطة العقيد عبد الله القحطاني، وشيخ شمل بني بشر الشيخ سعيد بن ثقفان وشيخ شمل آل معمر الشيخ عبد الله بن فردان، حيث أُقيم حفل خطابي ألقى فيه «محمد» ابن الشيخ هيف كلمة أكد فيها عمق التلاحم بين القيادة والمواطنين، وعدّد مواقف الأسرة والقبيلة منذ تأسيس الدولة السعودية الأولى, وتخلل الحفل قصائد شعرية وألوان من الفلكلور الشعبي، ثم تسلَّم سموه هدية بندقية قديمة «مقمَع» من الشيخ هيف وصورة للقرى التراثية في قرية آل عابس.
كما زار سمو رئيس الهيئة بعض القرى التي ما زالت تحتفظ بتماسك مبانيها ويمكن تطويرها، والتقى بعض ملاَّك تلك المباني واستمع لشرح من الباحث والمؤرخ مدير إدارة التدريب بتعليم عسير الدكتور عبد الله الموسى عن استخدامات (الرقف) في حماية مباني المنطقة من الأمطار حتى إن بعضها تعمر لفترة طويلة تزيد في بعضها على ثلاثمائة عام.
وفي نهاية الجولة زار الأمير سلطان بن سلمان منزل الأستاذ حسين بن عبد الرحمن بن حصوصة في قرية «آل مهدي».. وأبدى إعجابه بالنمط المعماري الذي شُيد عليه ذلك الطراز الفريد.