حين يستضيف الهلال غداً نظيره الإيراني مس كرمان في الجولة الثانية من تصفيات دوري أبطال آسيا فلا ينتظر الهلاليون فوزاً صريحاً وساحقاً ما لم يقدم الفريق الأزرق أفضل مما قدَّمه أمام السد القطري في الدوحة.. فبغض النظر عن مستوى الفريق الإيراني أو موقعه على سلم الترتيب في بلاده فإن الكرة الإيرانية عموماً تمتاز بالخبرة والقوة والقدرة على الأداء القوي بعيداً عن الأراضي الإيرانية.. وشخصياً أعتقد أن اللعب أمام كرمان الإيراني هناك سيكون أسهل من مواجهته في الرياض وخصوصاً أن المباراة تعد مهمة جداً له كونه حقق الفوز الأول أمام الأهلي الإماراتي ويملك نفس الطموح الهلالي في الاستمرار في الصدارة والمنافسة على المركز الأول في المجموعة.. فضلاً عن أن الإيرانيين يجيدون الدفاع والأداء المنظّم في مناطقهم مما يصعب مهمة أي فريق يلاقيهم، بينما تختفي هذه الميزة حين يلعبون على أرضهم ويفتحون اللعب مما يجعل الوصول لمرماهم أسهل بسبب البطء والثقل الذي يؤدي به معظم لاعبيهم.. ولذلك أتوقّع أن يجد الهلاليون صعوبة كبيرة في تجاوز ممثل إيران، وإذا ما حقق الهلال الفوز فإنه سيكون قد حسم مسألة الصدارة مبكراً ووضع قدماً قوية على طريق صدارة المجموعة متى استفاد أيضاً من ترتيب المباريات الذي سمح للهلاليين بلعب مباراتين متتاليتين في الرياض سيكون لهما دور كبير متى فاز الفريق بهما في التصدر وإكمال المشوار بارتياح.
الأداء الذي قدَّمه الهلال أمام السد بالتأكيد سيزيد مهمة الفريق صعوبة كون الأداء القوي والنتيجة الكبيرة تحفظ الفريق الخصم لتقديم أقصى ما لديه واللعب بتحفظ كبير حتى لا يكون مصيره كسابقه، ومن هنا تأتي صعوبة المباراة وأهمية الاستعداد الجيد لها وإعطاؤها ما تستحقه من الأهمية والحذر، فكرة القدم لا تعرف الأسماء أو النجوم بقدر ما تعرف العطاء والجهد والجدية، وعند حضور هذه الأمور يحضر المستوى وتكون النتيجة كما هي مأمولة.
المباراة بحد ذاتها مباراة دولية كبيرة والهلال اعتاد على الحضور القوي في مثل هذه المناسبات لكن هذا الحضور لن يكتمل ما لم تتواجد الجماهير الزرقاء بكثافتها المعهودة أولاً مكافأة للاعبين على مجهودهم الكبير أمام السد وثانياً لدعم الفريق في المباراة ومساندته في مشواره الآسيوي الصعب.. إضافة إلى أهمية ظهور الفريق الكبير زعيم آسيا أمام الآسيويين بما يستحق من مكانة وجماهيرية وما يملكه من قاعدة جماهيرية عريضة هي حديث الجميع بعد مباراة السد والحضور الهلالي الضخم خلالها.. فالمسألة ليست فقط مباراة وفوز وخسارة وإنما تقديم الزعيم بوضعه الحقيقي أمام الآخرين كفريق جماهيري عريق تهابه الفرق وتخشى مواجهته على أرضه وبين جماهيره الهادرة. وهو ما تعيه الجماهير الهلالية جيداً وهي التي زحفت خلفه إلى الدوحة لتحولها إلى معقل هلالي جديد.. والأكيد أن نجوم الزعيم لن يخذلوا جماهيرهم ليقدموا الفوز المنتظر للزعماء مرة جديدة.
لمسات
من حق الحارس الهلالي حسن العتيبي البحث عن مصلحته والسعي للحصول على أكبر مقدم عقد يستطيعه.. لكن السؤال هو: طالما أنك قررت عدم الاستمرار مهما قدَّم الهلاليون من مبالغ، وقبلت ما قدم لك من عروض من أندية أخرى، فلماذا تخرج وتتحدث بهذا الشكل وتحاول أن تجعل سبب رحيلك إدارة الهلال وليس العروض المقدمة لك؟! لماذا لم تكن صريحاً وتواجه الإدارة بما لديك من عروض لتخرج مرفوع الرأس في حال عدم تحقيق الهلاليين لمطالبك؟!
النجم الكبير وأسطورة كرة القدم الآسيوية محمد الدعيع لم يتحدث مطلقاً عن الاعتزال وتوديع الملاعب.. وهو الآن يقدم أفضل مستوياته مؤكداً قدرته على العطاء حتى لما بعد الأربعين.. فطالما لديه الرغبة في اللعب ومستواه بهذا الشكل فلماذا نجد البعض يتحدث عن اعتزاله ومغادرته أكثر مما يتحدث هو بذلك وهو المعني بالأمر؟!
الدعيع من وجهة نظري شخصية قادرة على العطاء لعامين أو ثلاثة إذا ما استمر بهذا الانضباط والتألق ولا يجب أن يغادر الملاعب ما لم يتراجع مستواه بشكل كبير أو يوجد البديل الشاب القادر على خلافته قبل ذلك!
أعجبني تعليق أحد القراء على ما كتبته الأسبوع قبل الماضي عن عضو الشرف الهلالي الكبير سمو الأمير عبد الله بن مساعد.. حيث وصفه ب(القلب المساعد) في إشارة لما يقدمه سموه للهلال وللإدارة الحالية ولمستقبل وتاريخ الهلال.. فعلاً هو القلب النابض للهلال في هذه المرحلة.
ما زال التحكيم (السعودي) بأخطائه يقود النصر نحو المركز الثالث بكل اقتدار.. فبعد تأجيل مباريات النصر وبرمجتها في أوقات ميتة للفرق الأخرى ها هم الحكام يقودونه ليتجاوز الحزم ثم الوحدة عيني عينك!!
يتساءل البعض لماذا إذا لعب المنتخب السعودي في يوم الفيفا ظهرت الانتقادات وإذا لم يلعب ظهرت الانتقادات أيضاً..؟! والسبب بسيط جداً، فالمنتخبات تلعب مواجهات دولية قوية وتتجمع قبلها بثلاثة أو أربعة أيام فقط. في حين يحتاج المنتخب السعودي لمواجهة فرق متواضعة لأسبوعين من الاستعدادات.
المستوى الذي يقدمه النجم (السابق) أحمد الدوخي حالياً محزن بكل ما تحمله الكلمة من معنى.. نصيحة صادقة لأحمد: احفظ تاريخك وغادر الملاعب سريعاً فما مضى لن يعود!