تشهد مدينة الرياض هذه الأيام فعاليات ثقافية مميزة، وذلك بإقامة معرض الرياض الدولي للكتاب والذي تنظمه وزارة الثقافة والإعلام.
وكانت هذه المعارض سابقاً تقام بجهود الجامعات في المملكة وخاصة جامعة الملك سعود، وكانت تلك المعارض تُنظم في ردهات الجامعة وممراتها، وكان المكان يزدحم بالزائرين ودور النشر، حتى جاء التوجيه الكريم بتوحيد هذه الجهود وتسليم مهمة التنظيم والإشراف إلى وزارة التعليم العالي ثم إلى وزارة الثقافة والإعلام، حيث ساهم ذلك في أن تأخذ هذه المعارض منحىً إعلامياً مميزاً في التغطية المتواصلة على المستوى الداخلي والخارجي.
وتحرص وزارة الثقافة والإعلام أن يظهر المعرض في كل عام بشكل مميز ويرضي جميع الأطراف بمختلف توجهاتها الفكرية والثقافية، كما تقوم الوزارة أيضاً بتنظيم لقاءات وأمسيات ثقافية على هامش المعرض تساهم في إثراء المعرض وجعل ليالي الرياض تنبض بالثقافة والفكر، وهذا جهد تشكر عليه الوزارة لإنجاح مثل هذه التظاهرة التي ينتظرها الجميع كل عام.
وقد تم جدولة برنامج الدخول للزائرين بشكل غريب، وذلك بتخصيص يوم الجمعة والأحد، والثلاثاء، للرجال فقط مع أن بقية الأيام متاحة للجميع (رجال - نساء)، وقد يتسبب ذلك في منع النساء اللائي يحضرن في هذه الأيام الثلاثة من دخول المعرض حيث لم يكن لدى بعضهن علم مسبق بهذا الترتيب مما يسبب ذلك في عدم دخولهن إلى المعرض.
وبما أن اللجنة المنظمة أتاحت الدخول للجميع في بعض الأيام، وقد تم قبول ذلك من أغلب المرتادين، فلماذا لا تكون كافة الأيام بنمط واحد وهو دخول الجميع بدون استثناء أحد.
ولعل الوزارة مستقبلاً تتخذ إجراءات أفضل، وذلك بأن يكون الدخول للمعرض متاحا للجميع في كافة الأيام، أو جعل تلك الأيام الثلاثة الخاصة بالرجال تكون للنساء فقط، حيث أن هناك نساء لا يستطعن التجول في المعرض بوجود الرجال، وهذا هو ما يناسب بيئتنا.
كما لا يخفى على الجميع أن هناك نساء ورجالاً يأتون من خارج مدينة الرياض، ويتجشمون عناء السفر من أجل حضور هذا المعرض الذي يتكرر مرة كل عام، فهم يستحقون الاهتمام والترحيب بهم كونهم ضيوفاً على مدينة الرياض، وعندما يحضرن هؤلاء النسوة في الأيام المخصصة للرجال، لا يستطعن الدخول فهذا يُعد أمراً صعباً للغاية عليهن، حيث شاهدت أعداداً كثيرة من النساء أمام مدخل المعرض قد منعن من الدخول يوم الجمعة الماضي، مما قد يسبب إزعاجاً لهؤلاء الزائرات أثناء قدومهن للمعرض، وخاصة ممن قدمن من أماكن بعيدة جدا.
أما بالنسبة لأسعار الكتب فقد اعتدنا في مثل هذه المعارض أن تكون الأسعار أقل ثمناً من قيمتها التي تباع به خارج المعرض، بحيث تكون وسيلة جاذبة لهم في جذب الزائرين والمهتمين بالكتب لزيارة المعرض، ولذا يجب حث دور النشر بالالتزام بالسعر المحدد، كما يجب حثهم على عرض الكتب الجديدة بدلا من الكتب القديمة ليكون المعرض متجدداً ويقدم أحدث الإصدارات لرواده.
وهذه التظاهرة الثقافية التي تتكرر كل عام فرصة لوزارة الثقافة والإعلام لإقامة مسابقة ثقافية سنوية تختص بالبحث العلمي في المملكة، فترصد جائزة مالية لصاحب أميز بحث يقدم للوزارة، ويعلن عن الفائز أثناء افتتاح معرض الكتاب، وتكون الوزارة قد أسهمت بدعم البحوث العلمية، وساهمت في تبني الباحث السعودي ودعمه إعلامياً أثناء تسويقه لكتابه في المعرض، فمثل هذه المسابقة تعد من الأنشطة الثقافية المميزة التي من الممكن أن تتبناها الوزارة على هامش هذا المعرض.
ومن الجهات المشاركة في الفعاليات الثقافية المصاحبة للمعرض يشارك مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني بندوة عنوانها: «الحوار ودوره في تفعيل ونشر ثقافة الوسطية والاعتدال والتسامح»، حيث يدير هذه الندوة معالي الأستاذ فيصل بن عبدالرحمن بن معمر، وضيوف الندوة هم: الشيخ صالح المغامسي، والكاتب زكي الميلاد، والكاتب الدكتور: عبدالرحمن الحبيب، كما يقيم المركز أيضاً على هامش المعرض دورات تدريبية للرجال والنساء عن «الحوار الأسري وأهميته داخل الأسرة»، وهذه تعد إضافة ثقافية فكرية لهذا الحدث الثقافي الكبير.
ويُعد إقامة مثل هذه المعارض فرصة للاستزادة من العلوم والمعارف المتنوعة، وهي فرصة للآباء والأمهات بأن يصطحبوا أبناءهم إلى هذا المعرض ليطلعوا على الكتب الخاصة بهم، ونعودهم على حب الاطلاع والقراءة واقتناء الكتاب.