الجزيرة - سلطان القاران
نوه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض بجهود جمعية الأطفال المعوقين في التصدي لقضية الإعاقة وسعيها لإيصال خدماتها إلى العديد من مناطق المملكة، وهنأ أعضاء شرف الجمعية، مشيداً بمبادراتهم لمساندة مشاريع الجمعية وبرامجها.
وقال الأمير سلمان في كلمة ألقاها ضمن فعاليات حفل تكريم أعضاء شرف جمعية الأطفال المعوقين مساء الأحد: يسعدني أن أكون معكم الليلة لنحتفي بإحدى صور التكافل والتراحم التي تُميِّز بلدنا وشعبنا انطلاقاً من تعاليم ديننا الحنيف وموروثنا الإنساني والحضاري العريق.
وأضاف أن هذا اللقاء الطيّب يجسّد تفاعل فئات المجتمع كافة مع العمل الخيري، ويعكس في الوقت نفسه الدور المميز الذي تقوم به مؤسسات العمل الخيري في المملكة، إلى جانب جهود الدولة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي العهد والنائب الثاني. وثمَّن الأمير سلمان في كلمته جهود القائمين على جمعية الأطفال المعوقين والعاملين فيها والمساندين لبرامجها ومشاريعها من أهل الخير والشركات والمؤسسات الوطنية.
وأعرب عن تقديره لما يوليه أعضاء شرف الجمعية لهذه المؤسسة الخيرية ولغيرها من مشاريع العمل الخيري من اهتمام، وقال: «أجدها فرصة لدعوتكم لمساندة توجه الجمعية لإقامة أوقاف خيرية، وفي مقدمتها وقف الأمير سلطان الخيري الذي شرعت الجمعية في إقامته في مكة المكرمة احتفاء بعودة ولي العهد سالماً معافى، وأيضاً برنامج أوقاف لدعم نفقات تشغيل مراكز الجمعية وما تقدمه من خدمات مجانية».
وكان الحفل قد بُدئ بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، ثم ألقى الشاب عبدالله العقلا أحد خريجي الجمعية كلمة أعرب فيها عن اعتزازه بالانتماء يوماً إلى الجمعية، مؤكداً أنه تعلَّم بين أروقة الجمعية أن المعاق الحقيقي هو مَنْ عطَّل عقله وجمَّد حواسه وأمات مشاعره. وأضاف العقلا: لقد قضيت سنوات عدة طالباً في مركز الجمعية بالرياض الذي علمت أخيراً أنه تشرف بتسميته مركز الملك فهد بن عبدالعزيز. أقول قضيت سنوات عدة مع أناس اختلفت ألسنتهم وجنسياتهم ودياناتهم، ولكنهم اتفقوا على إنسانية الأصل والسلوك، ولم يكن العلاج والتعليم والتأهيل فقط همهم الأول، بل جزاهم الله خيراً؛ حيث زرعوا في داخلي أنه من لا يفكر بعقله التفكير الصحيح ولم يعتقد الاعتقاد السليم ومن لم ينهج النهج القويم هو فقط المعاق، وأن بلادنا في حاجة إلى العقول الذكية والأفكار السوية والهمم العالية. واختتم خريج الجمعية كلمته قائلاً: ها أنا أشرف بالامتثال بين أياديكم بعد أن أتممت دراستي بتوفيق الله أولاً، ولكنني لن أنسى أبداً جهد هؤلاء الجنود المجهولين في الجمعية ولا دعم أهل الخير من أمثالكم ولا مساندة أسرتي ولا تعاون زملائي، إنني باختصار إحدى ثمار تربة إنسانية خصبة اسمها المملكة العربية السعودية.
عقب ذلك ألقى سماحة المفتي العام للمملكة عضو شرف الجمعية الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ كلمته، التي أكد فيها أن المجتمع المسلم مجتمع متراحم ومتعاطف يحن بعضه على بعض كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر.
ودعا سماحته الله أن يجعل من اقترح جمعية الأطفال المعاقين في ميزان حسناته، ولكل من اهتم بها وقام عليها أن يثيبه الله على ذلك. مشيراً إلى أن دعم هذه الجمعية أمر شرعي مطلوب؛ لأن هذا واجب المسلمين في ترابطهم وتراحمهم. معبراً عن شكره لسمو أمير منطقة الرياض على جهوده المتواصلة، وللقائمين على الخير، داعيا للجميع بالتوفيق والسداد.
ثم قام سمو أمير الرياض بتسليم أعضاء شرف الجمعية وثائق العضوية وشهادات التكريم. وفي ختام الحفل سلم سمو راعي الحفل عضوية شرف الجمعية للشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، كما تسلم سمو أمير منطقة الرياض هدية تذكارية من سمو الأمير سلطان بن سلمان رئيس مجلس إدارة جمعية الأطفال المعوقين، ثم التُقطت الصور التذكارية لسموه مع أعضاء الشرف.