«الجزيرة» - الرياض
حدَّد مجلس أمناء جائزة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة يوم السبت 4 من ربيع الثاني موعداً لحفل إعلان أسماء الأعمال الفائزة بالجائزة في دورتها الثالثة لعام 2009م, وذلك بعد أن انتهت اللجنة العلمية من أعمال التحكيم بين الأعمال التي تقدمت لنَيْل الجائزة.
وبهذه المناسبة، أوضح صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن عبدالله مستشار خادم الحرمين الشريفين عضو مجلس إدارة مكتبة الملك عبدالعزيز العامة رئيس مجلس أمناء الجائزة أن جائزة خادم الحرمين الشريفين العالمية للترجمة، وهي تحتفل بإعلان أسماء الفائزين في دورتها الثالثة، تسير بخطى ثابتة وتواصل مسيرتها الناجحة في الارتقاء بحركة الترجمة من وإلى اللغة العربية في فروعها الخمسة, وترسيخ الروابط العلمية بين المجتمعات الإنسانية, وتحقيق التعاون الإيجابي بين الثقافات والحضارات, وإثراء المكتبة العربية بالأعمال المتميزة في العلوم الإنسانية والتطبيقية، التي يتم اختيارها وفق أسس ومعايير مبنية على الأصالة والقيمة العلمية، وذلك انطلاقاً من رؤية راعي الجائزة الملك عبدالله بن عبدالعزيز - يحفظه الله - في الدعوة إلى مد جسور التواصل الثقافي بين الشعوب، وتفعيل آليات الاتصال المعرفي بين الحضارات لما فيه خير وسعادة الإنسانية.
وأضاف سمو رئيس مجلس أمناء الجائزة أن جائزة خادم الحرمين الشريفين العالمية للترجمة نجحت منذ انطلاقها في أن تشكِّل قوة دافعة لتحريك جهود الترجمة من وإلى اللغة العربية, وتشجع على التنافس بين كبريات المؤسسات العلمية والأكاديمية والمترجمة في جميع أنحاء العالم؛ لتقديم أفضل الأعمال في فروع الجائزة كافة, مؤكداً أن اقتران الجائزة باسم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز منحها ثقلاً كبيراً، وضاعف من قدرتها على تحقيق أهدافها؛ لتتصدر قائمة جوائز الترجمة الكبرى على المستويات المحلية والإقليمية والدولية كافة. وأشار مستشار خادم الحرمين الشريفين إلى أن مكتبة الملك عبدالعزيز العامة، التي تتشرف بتنظيم الجائزة في جميع مراحلها بما يتفق مع رسالتها الحضارية والثقافية, وفَّرت الإمكانيات والكفاءات والخبرات كافة لتحقيق أهداف هذه الجائزة العالمية الفريدة، وإظهارها في أفضل صورة في جميع الجوانب التنظيمية والتحكيمية, بما يؤكد عالمية الجائزة وأهدافها العظيمة. لافتاً إلى أن توافر هذه الإمكانات الفنية والعلمية الكبيرة أوجد حالة من الثقة لدى المؤسسات والهيئات العلمية والأكاديمية والأفراد كافة بدقة المعايير والضوابط المعتمدة في جميع مراحل تحكيم الجائزة واختيار الأعمال الفائزة.
وأعرب سمو الأمير عبدالعزيز بن عبدالله عن ثقته بأن الأعمال الفائزة بالجائزة في دورتها الثالثة تمثل إضافة نوعية علمية متميزة للمكتبة العربية، ورافداً للتعريف بإسهامات الحضارة العربية والإسلامية, وقدرة العقل العربي على الإبداع والمشاركة في مسيرة تطوُّر الحضارات الإنسانية. مؤكداً أن النجاح الكبير الذي تحقق للجائزة، وقدرتها على تنشيط حركة الترجمة، يمكن أن يشكلا أساساً لرؤية ثقافية عربية تعنى بالترجمة في فروع ومجالات المعرفة كافة، ويُستثمر ذلك في الإفادة من المعطيات العلمية الحديثة لتحقيق التنمية الشاملة، وإتاحة الفرصة للجهد العربي للإسهام بدوره في مسيرة التقدُّم العلمي العالمي.
وأكد سمو الأمير عبدالعزيز بن عبدالله أن خادم الحرمين الشريفين - يحفظه الله - يولي عناية خاصة بهذه الجائزة, ليس فقط لكونها أحد عناوين اهتمام المملكة بالإبداع والمبدعين، ولكن لدورها في تعزيز آليات التفاعل بين الحضارات، وتحقيق التقارب بين الدول والشعوب، وتأكيد أن الحضارات والثقافات تتلاقح وتتفاعل بعيداً عن كل دعاوى الصراع والتناحر التي يؤكد تاريخ الحضارات زيفها وبطلانها.