Al Jazirah NewsPaper Tuesday  09/03/2010 G Issue 13676
الثلاثاء 23 ربيع الأول 1431   العدد  13676
 
هذرلوجيا
الغش الثقافي !!
سليمان الفليح

 

صحيح أنه وبشهادة أغلب دور النشر والتوزيع والمهتمين بصناعة الكتاب وتسويقه، تعتبر المملكة العربية السعودية أكبر الأسواق العربية باستيراد المطبوعات على اختلاف أنواعها سواء أكانت بشكل كتاب أو سلسلة أو حوليات أو دوريات مختصة أو مجلات شهرية أو أسبوعية بل وحتى يومية، وصحيح أن أكثر المشاهدين متابعة لسائر القنوات الفضائية والتفاعل معها هو المشاهد السعودي بشكل خاص وصحيح أن المواطن السعودي هو من أكثر المواطنين العرب إقبالا على شراء (المنتج الثقافي) واقتنائه كما شهد بذلك أغلب الإخوة الناشرين العرب المشاركين في معرض الكتاب الأخير الذي يقام حالياً في مدينة الرياض، لذا ومن هنا فإن على جميع المهتمين بصناعة الكتاب وتصديره وطرحه في السوق الثقافي السعودي -ال(أكثر) استهلاكاً لذلك المنتج- أن لا يستغلوا ولا يستغفلوا هذا (الزبون) الجيد عن طريق الخداع والغش (التجاري - الثقافي) أما كيف يحدث هذا الغش؟ فهو قطعاً لا يحدث من خلال جودة الطباعة أو نوع الورق ولا ما يحتويه الكتاب من أفكار مع أن هذا النوع الأخير من الغش مسؤولة عن كشفه دائرة الرقابة في وزارة الثقافة والإعلام أولاً (!!) مع أن هذا الكشف لم يعد مجدياً في عالم الإنترنت والشبكة العنكبوتية ثم إنه يعود أولاً وأخيراً إلى (وعي القارئ) بالدرجة الأولى ولعلنا في هذا الصدد نسوق هذه الطرفة الصغيرة التي حدثت مع صديق ساخر حينما مرّ على آلة الكشف المنصوبة في مدخل الفندق الذي يقيم فيه المدعوون من المثقفين وضيوف معرض الكتاب، إذ قال الصديق للرجل الذي يقوم بالتفتيش إن آلتكم هذه بمقدورها أن تكتشف ما يحمل الداخل من متفجرات ولكن ليس بمقدورها أن تكشف ما يحمله من أفكار قد تكون أكثر ضرراً من المتفجرات.

ما علينا من ذلك ولكن الذي علينا هو أن نكشف الغش الثقافي والذي يحدث عادة عندما تعمد إحدى دور النشر إلى تقسيم كتاب مقروءه ومطلوب إلى عدة أجزاء وتبيع كل جزء بثمن الكتاب قبل (التجزئة) أو أن تُعيد إحدى الدور طبعات كتاب دون علم المؤلف أو أن تُغير عنوان كتاب مرغوب وتبيعه ككتابين منفصلين كل عن الآخر وهذا عادة ما يحدث في الكتب المترجمة التي تعني المنطقة، أو أن تقوم (بتجميع) عدة مصادر في كتاب واحد ولا تشير إلى المراجع وكأن الكتاب الصادر هو جهد خاص بالقائم على التجميع!

وثمة غش آخر هو نزع بعض الصفحات من كتاب موثوق لقاء مبلغ من المال وإصداره بطبعة جديدة حسب بغية (الراشي) لاسيما فيما يتعلق بالأنساب أو المعلومات التاريخية التي تخص فئة (معينة) من الناس وذلك تزويراً للكتاب والمؤلف لاسيما إذا كان المؤلف في عداد الأموات وخصيصاً إذا كان المؤلف أجنبياً - ويكتب بلغة غير العربية.

يبقى القول أخيراً إنه إذا أراد الإخوة الناشرين الاستفادة من (رواج بضاعتهم) في السوق السعودية أن يحترموا (هذا المستهلك) الذي لا يقبل الغش لأنه (من غشنا فليس منا) ولا كذلك سوقنا مكاناً لغشه أيضاً !!




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد