Al Jazirah NewsPaper Tuesday  09/03/2010 G Issue 13676
الثلاثاء 23 ربيع الأول 1431   العدد  13676
 
شيء من
قنوات النعرات الطائفية !
محمد بن عبداللطيف آل الشيخ

 

نشرت جريدة الحياة خبراً يقول: (أكد وكيل وزارة الثقافة والإعلام للإعلام الخارجي الدكتور عبدالعزيز بن سلمة أنّ القنوات التلفزيونية التي تثير الفتنة والنعرات الطائفية ستلاحق قانونياً قريباً، واصفاً أصحابها بالمرضى النفسيين، كونهم لا يجدون وسيلة للظهور والتميز عن غيرهم إلا من خلال الطعن في بلدانهم وشعوبهم).

لا فضّ فوك؛ فكم نحن في حاجة لمثل هذه المبادرات الشجاعة، لحماية هذه البلاد التي شيّدها أبناؤها منذ عبدالعزيز وحتى عبدالله بن عبدالعزيز بالعرق والحب والتعب والإخلاص، فجاء أصحاب هذه النزعات الطائفية، ومن يحاولون التعمية على ملاحقة الدولة حكاماً ومحكومين للإرهاب، بإثارة زوبعات جانبية، هدفها، وكل ما تسعى إليه، صرف الأنظار عن الإرهاب والإرهابيين والقاعدة وابن لادن ومن يدور في فلكهم. وليس لديّ أدنى شك أنّ ارتفاع الصوت الطائفي في الآونة الأخيرة، وما تبّثه قنوات النعرات الطائفية من سموم، هدفها وغاية ما تطمح إليه (التعمية) على جرائم القاعدة والإرهاب بخلق معارك جانبية، تخفف الضغط على الفكر المتطرّف، وفي الوقت نفسه تحافظ على تأزيم المجتمع، وجعل الدولة دائماً في موقف الدفاع عن النفس. فالصوت المتطرّف لا يمكن أن يعيش إلاّ عندما يتأزّم المجتمع، وترتفع درجات الاحتقان بين مكوّناته الاجتماعية.

وكنت وما أزال أعتقد جازماً أنّ أخطر ما يكتنف هذه البلاد من أخطار هي إثارة مثل هذه النعرات؛ خاصة من هذه القتوات الفضائية، بعد أن أصبحت تكاليفها زهيدة، وتحوّلت إلى أشبه ما تكون بالدكاكين، فلكل شيخ طائفي دكان يبث منه سمومه، لذلك فإنّ ضبطها، وتقنين البث أصبح ضرورة ملحّة لا تحتمل التأجيل.

فالعراق بعد سقوط صدام، وانفلات النعرات الطائفية، أصبحت القنوات الفضائية الطائفية تتكاثر كالجراثيم الوبائية، وتتراشق فيما بينها، حتى عدّها كثير من المراقبين أحد أهم أسباب التطاحن الطائفي الذي لا يعرف العراقيون كيف الخلاص منه.

وبودِّي لو أخذت جهود محاصرة مثل هذه القنوات بعداً إقليمياً، أو على الأقل خليجياً، لأنّ المكان في البث التلفزيوني لم يعد بذات أهمية كبيرة ومؤثرة كما كان قبلاً، لاسيما وأنّ هناك أماكن في المنطقة بإمكان أصحاب هذه القنوات الشريرة الهجرة إليها، وبث سمومها من هناك. وإذا تعذّر ذلك، فليس أقل من منعها من فتح مكاتب لها في المملكة، وكذلك منعها من الاستفادة من شركات الاتصالات الداخلية بأي شكل كان.

ولعل اللغة القوية التي استخدمها سعادة الوكيل في تصريحه، تبعث على الاطمئنان، وتؤكد أنّ هذه القضية ستتم معالجتها بحزم، ولن يكون هناك أي تهاون تجاه هذا التحريض الطائفي البغيض. فلا يمكن لعاقل أن يرى ما آل إليه التطاحن الطائفي في العراق وباكستان من قلاقل ودماء وخراب بيوت ولا يتنبه إلى مثيري هذه الفتنة في بلادنا، مهما كانت حجج وذرائع مثيري هذه الفتن، فالوطن أولاً وبقاؤه وبقاء اللحمة بين أبنائه على مختلف طوائفهم ومذاهبهم، قضية لا يمكن أن نقبل المساس بها، أو المساومة عليها مهما كانت المبررات. هذا ما يجب أن يفهمه أصحاب النعرات الطائفية بوضوح.

إلى اللقاء.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد