Al Jazirah NewsPaper Tuesday  09/03/2010 G Issue 13676
الثلاثاء 23 ربيع الأول 1431   العدد  13676
 
مقارنة مختزلة بين قاعين للمؤشر العام
سوق الأسهم تحيي الذكرى الأولى لقاع الأزمة العالمية والسيولة تتغيب عنها

 

تحليل - وليد العبدالهادي

قاع يناير 2007م (6767 نقطة)

كانت آخر النقاط التي زارها المؤشر العام منذ انهيار فبراير 2006م عند 6767 نقطة، تم التأسيس عندها لمدة وصلت إلى 10 شهور تشكل من خلالها نمط سلوكي شرائي يسمى (آدم وحواء)، شهد سيولة عالية بلغت أوجها 22 مليار ريال، على الرغم من الاكتتابات الضخمة في ذلك الوقت مثل كيان وإعمار وغيرها، إلا أن المؤشر العام ومنذ أكتوبر بدأ بموجة صاعدة قوية مدعومة بأسعار خام نايمكس التي وصلت إلى 147 دولارا للبرميل مكنت السوق من معانقة مستوى 11,960 نقطة هبط منها بقسوة مطلع عام 2008م إلى 8800 نقطة في ظرف ثلاثة أيام، ولم تكن السيولة تمثل أي عائق لمثل هذه السلوكيات المتطرفة بسبب أن نسبة الإقراض إلى الودائع في البنوك بلغت ذروتها عند 92% وأسهمت في تغذية السوق بوجبة من التسهيلات وكان أبرز المستفيدين منها (كيان) التي حظيت بارتفاع بلغت نسبته 200% من قاعها السعري (11 ريالا). يذكر أن أحجام التداول بلغت ذروتها 580 مليون سهم وهي قمة غالبا ما يسقط السوق منها بعد أي موجة صعود حادة، وكان مكرر ربحية السوق حينها (28 مرة) وشركات كثيرة بدت متضخمة في أسعارها، أما المؤشر العام كانت قيمته العادلة وقتها (7200 نقطة) وكانت سابك هي من حملت أوزار المؤشر العام، حيث عقدت صفقة (GE) في ذلك الوقت ما أرغم صناع السوق على إعادة تقييم المركز المالي لسوق الأسهم السعودية بالمجمل.

قاع مارس 2009م (4068 نقطة)

تم تسجيل هذا القاع في لحظات كانت فيه العواطف جياشة حيث الرعب يملأ ساحة التداول وهي مكان ارتطام السوق بالقناة الصاعدة التأسيسية الاستراتيجية التي بنيت منذ 1985م، واكب ذلك دخول قوي من قبل الصناديق الحكومية لم يشهد له مثيل منذ مطلع الألفية وصلت فيه أحجام التداول لقمتها عند 553 مليون سهم في شهر مايو الماضي، دفعت بنسق السيولة إلى تحقيق معدلات بلغت (12 مليار ريال) عند أول زيارة لحاجز الستة آلاف نقطة، ومنذ ذلك الوقت والسوق يحتفظ ويصر على الاتجاه الصاعد شكل من خلاله نمط سلوكي شرائي يسمى (الكوب والعروة) تم الانتهاء من إعداده عند مستوى 6,120 نقطة مغلقا نهاية العام الفائت بالقرب منه، ويستهدف على المدى المتوسط مستويات تصل إلى 8,100 نقطة وامتص هذا النمط جميع الأخبار غير المحببة للنفوس بسبب عثرات القطاع المصرفي ويذكر أن سابك حققت حتى الآن نمو في القيمة السوقية بنسبة 200% مع جنون سعري في قطاع التأمين، أما النقاط التي حصدت فوق 6000 نقطة جاءت مملة وتظهر استراتيجية لرفع القيمة بأقل التكاليف بعد خفض معظم مشتريات السوق دون هذا الحاجز وأحجام التداول تغيبت بشكل شبه تام وأظهرت عزوما ضعيفة كانت طاردة للمضاربين ومرحبة للمستثمرين، ويظهر الرسم البياني سلوك أحجام التداول مع ارتفاع السوق في منطقة الستة آلاف نقطة الذي يعبر عن الخوف حيث المقاومات التاريخية والقاع القديم (6767 نقطة) وكأن التاريخ يعيد نفسه، وهو سلوك طبيعي طالما السوق يحتفظ بقيمته العادلة الحالية عند 6,120 نقطة ويتطلع بحذر لقيمته العادلة المتوقعة من موسم النتائج المالية (2010م) عند 7,900 نقطة ولا سيما أن نسبة الإقراض حتى الآن تظهر أنها في القاع عند (78%) وحرمان من وجبة التسهيلات الدسمة.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد