جدة - عبدالقادر حسين - تصوير - إبراهيم السنافي
أصبحت مدينة جدة مقصداً وقبلة للاستثمار العقاري بعد أن أدرك المستثمرون أن المدينة في طريقها إلى أن تصبح مدينة سياحية من الدرجة الأولى.. وأن العقار سيكون اللاعب الرئيس في الحركة الاقتصادية في المستقبل القريب.. الأمر الذي أدى إلى تهافت المستثمرين على المدينة.. ولجوء آخرين إلى تغيير المسار إلى القطاع العقاري طمعاً في الربح السريع.. إلا أن جشع أصحاب المخططات والأراضي أصبح سوءة الاستثمار في هذا القطاع.. وأدى إلى تضرر الكثير من الاستثمارات التي زادت خسائرها حسب آخر الإحصاءات عن 350 مليون ريال.. إضافة إلى توقف عمليات البناء في أكثر من 14 مركزاً تجارياً وتخطى سعر المتر حاجز الـ3500 ريال في العديد من مناطق العروس.. كما تضررت أيضاً السلع المرتبطة بالعقار وأهمها الأسمنت والحديد ليظهر شبح الجشع من جديد.. (الجزيرة) كسرت حاجز الصمت الذي يغلف الاستثمار العقاري بالعروس وتحاورت مع الجميع لتعرية حقيقة الارتفاع في الأسعار.. وفي هذا السياق أبدى عدد من أصحاب العقارات في جدة تخوفهم من تغييرات اقتصادية قد تعصف بملايين الريالات التي من المتوقع ضخها أو التي تم ضخها بالفعل في القطاع العقاري بالمدينة خصوصاً بعد أن تحول كثير من رجال الأعمال إلى الاستثمار في العقار من خلال بيع المخططات بالإضافة إلى طرح مخططات المنح بأسعار رخيصة ساهمت في انتعاش الحركة الاقتصادية في جدة بلغت نحو 65% من الاستثمار.
ربحية عالية في وقت قياسي
العقاري فيصل المالكي
قال إن جدة تشهد انتعاشاً في كافة المجالات خصوصاً في مجال العقارات بسبب اتجاه رجال الأعمال إلى الاستثمار في العقار باعتباره الأكثر سرعة والأعلى ربحية في وقت قياسي بعد الأسهم مباشرة.. وهو ما أدى إلى ارتفاع الأسعار بشكل جنوني.. مشيراً إلى أن مؤسسات الخرسانة لعبت دورا في تفعيل هذا الاستثمار في البيع بأسعار ثابتة وبدفعات مختلفة تجعل الشخص يُنشىء مركزاً تجارياً أو مبنى أو عمارة بدون مشكلات.. مؤكداً أن انتعاش سوق العقارات ساهم في رفع أسهم كثير من الشركات في الفترة الأخيرة.. واستغرب المالكي الإقبال الشديد على شراء الأراضي بأسعار عالية تصل في بعض الأحيان إلى أكثر من مليوني ريال.. إلا أنه أرجع السبب إلى أن المدينة ستشهد حركة عمرانية هائلة بفضل توفر الخدمات التي كانت مفقودة خلال الخمس سنوات الماضية.. وأضاف أن هناك اتجاهاً كبيراً بين المواطنين نحو الاستئجار بدلاً من التمليك.. حيث إن شقق التمليك أصبحت تزيد من ديون المواطن.
وقال العقاري عبد الله الغامدي إن الوضع جيد عند بيع الأراضي أو الاستثمار فيها حيث إن الربح العائد من عملية بيع قطعة أرض واحدة يصل إلى أكثر من 10000 ريال.. وهي العمولة التي يحققها صاحب المكتب العقاري في جدة الآن.. وهناك أراضٍ الأرباح تصل فيها إلى أكثر من مليون ريال إذا كان حجمها كبيراً نافياً أن يكون هناك أي تلاعب أو خداع للمستهلك.. حيث إن السوق حر ومفتوح أمام الجميع.. غير أن الغامدي أكد سوء الوضع بالنسبة لشراء الأراضي بسبب أن الأسعار وصلت خلال السنتين الماضيتين إلى الضعفين حيث ارتفعت من 120 إلى 850 ألف ريال في بعض المناطق بجدة.. وأضاف أن السوق المحلي يُعتبر من أفضل الأسواق التي يمكن أن تحقق الربح الكبير.. وأن جدة والمناطق الأخرى مثل الرياض والمدينة ومكة تشهد حركة نشطة من البناء والتشييد المنتهي بالتملك.
السماسرة كلمة
السر في السوق
ويرى العقاري غرم الله الغامدي أن هناك سماسرة يتحكمون في وضع السوق وكأنهم يعرفون متى وكيف يتم البيع وهم من ساهم في ارتفاع أسعار بيع الأراضي.. وأوضح أن سوق العقارات شهد حركة نشطة خلال السنوات الماضية.. حيث بدأ الناس في شراء الأراضي وبدأت حركة البيع ترتفع بعد أن كانت مهملة لسنوات طويلة.. ونرى اليوم حركة بناء في العديد من المخططات خصوصاً مخطط بحلس واللؤلؤ وشرق جدة السريع وشمال جدة.. حتى إن الأراضي في جنوب جدة بدأت في الارتفاع نتيجة اهتمام الأمانة بالمنطقة..
ويتوقع أن ترتفع الأراضي فيها إلى الضعف خلال الخمس سنوات بعد أن تنتهي الأمانة من عملية تجميل الكورنيش الجنوبي.
ويشير المستهلك عبد الله باسهل إلى أن القطاع العقاري يُعتبر سوقاً مفتوحاً وأن الحركة فيه تعتمد على العرض والطلب.. وما نشاهده اليوم يمثل ارتفاعاً في الطلب على الأراضي، وقال إن انتعاش السوق جاء بعد طرح عدد من المخططات وإقبال الناس على الشراء والاستثمار من خلال البناء والتعمير بهدف إيجاد دخل ثابت يسهم في رفع المعيشة ويفتح باب الاستثمار لإقامة العديد من المشاريع الأخرى..
وأضاف أن هناك تعاوناً بين أصحاب المكاتب العقارية ومؤسسات الخرسانة والبلوكات لتوفير فرص مختلفة لعمليات البيع والشراء بين الطرفين، وهو ما أسهم في زيادة الإقبال على الشراء الآن.
البحث عن دور رقابي
ويؤكد مجدي أبو يونس مسوق عقاري أن السوق يشهد حالياً ارتفاعاً في أسعار بيع الأراضي.. حيث إن الأرض التي كانت تباع بسعر 100 ألف ريال وصلت الآن إلى 350 ألفاً.. مشيراً إلى أن الملاّك يسعون إلى الحصول على أكبر عائد ممكن عن طريق رفع السعر..
وطالب أبو يونس بتشكيل لجنة لمتابعة عمليات البيع في المخططات التي تشهد الكثير من التلاعب والاستغلال للمستهلك باعتباره الضحية وكونه لا يعرف شيئاً.. ولمواجهة المشكلة ناشد كل من سعود الأحمدي ومحمد محلاوي وزارة التجارة أن تراقب السوق من خلال لجنة تكون مختصة بمراقبة الأراضي كون الوضع حالياً تغير عن الماضي..
وأصبح السوق يشهد تنافساً يجب أن لا يكون على حساب الغير.. وأرجع الأحمدي ومحلاوي ارتفاع الأسعار إلى تزايد نسبة المستثمرين القادمين من خارج جدة حيث تتركز غالبية استثماراتهم في إقامة استراحات ومنتزهات ومدن ترفيهية أو إنشاء مبانٍ سكنية للإيجار أو سكن خاص.