عنيزة - خالد الروقي :
من المتعارف عليه ومما لا يختلف عليه اثنان ان عالم المجنونة مليء بالمتاعب والمصاعب يطبق خلاله لاعب كرة القدم المثل الشائع (من جد وجد... ومن زرع حصد) فتجده يبذل في أرجاء هذا العالم كل ما يستطيع من مهارة وأقصى ما يملك من طاقة حتى يحقق مبتغاه وينال مراده ويفرض اسمه في سجلات التاريخ ليكون معروفاً ومطلوباً في كل مكان يرتاده ويصبح نجماً أسطورياً تهتف الجماهير باسمه وتصفق وتلوح له.
ومع هذه الحالة استحوذ المبدعون على جل اهتمام العشاق والمتابعين وأصبحوا شغلاً شاغلا لهم وعشقا أزليا لا ينتهي من متابعة لطُرق أدائهم ومستوياتهم مروراً بتقليدهم ومحاكاتهم وتداول الحركات الرياضية التي يفعلونها، بل إنه أحياناً كثيرة يصل الأمر إلى تقصي أخبارهم الحياتية الخاصة على طريقة البيت الشهير لأبي فراس الحمداني (ومن مذهبي حب الديار لأهلها...... وللناس فيما يعشقون مذاهب).
هتافات الجماهير في المدرجات بأسماء نجومها والتلويح بأرقامهم وألقابهم مع مطاردتهم بشغف والحرص على نيل تواقيعهم والتزين بلبس قمصانهم هو فرط إعجاب وعادة متواجدة في شتى أنحاء البسيطة ولاينكرها متابع للرياضة فوق أي أرض كانت.
إلا أنه في نادي القرن الآسيوي نادي الهلال يبدو الأمر مختلفا تماماً كما يتضح للعيان فمنذ عامين تعدى الأمر إلى أبعد من الإعجابِ باللاعبين ولم يستطع أي لاعب سحب البساط من زميله الآخر بل إنه هذا العام تحديداً وبعد الأداء المتكامل واللعب الجماعي يحتار المشاهد من يراقب ويتابع فالغالبية إن لم يكن الكُل تقدم أداءً راقيا منظما اقترن بنتائج ومستويات متميزة يقوده فكر احترافي مترجم ليخطف قائد المركبة الزرقاء ورئيس مجلس إدارة نادي القرن الآسيوي صاحب السمو الملكي الأمير عبدالرحمن بن مساعد كل الأضواء ويمسي المطلب الجماهيري الأول وصاحب النصيب الأوفر من الهتافات والهوس الهلالي والعشق الأزرق الصادق وهذا ماتؤكده المدرجات وأهازيجها والأجساد وحناجرها ولعل المثال الأقرب هو بعد حصول فريقه على بطولة دوري زين السعودي للمحترفين عندما بادر للجماهير وأشار قائلاً (على خشمي) تلبية لطلب الجماهير لإحدى البطولات ليواصل الفريق في حضرة ابن مساعد السيطرة والتغني ويحافظ على لقبه الأميز كأس ولي العهد الأمين ويقدم إبداعا منقطع النظيرخارجياً بتسيده لحظة انطلاقة البطولة وإشهاره التحدي منذ الجولة الأولى بفوز كاسح على زعيم قطر فريق السد.
شبيه الريح الأنموذج الأمثل في ملاعبنا السعودية الذي يحاول الجميع أن يحذو حذوه ويقلده فيما عمله من منظومة احترافية متكاملة استطاع أن يرسخ عمله قبل اسمه في قلوب الرياضيين ويؤدي الرسالة الرياضية الصادقة بنوايا طيبة وأخلاق حسنة دون التقليل من هذا أو احتقار ذلك والحقيقة التي لاتحجب بغربال تؤكد بأنه نادراً ما تجد رئيساً يتفق عليه الجميع كما هو الحال معه وإنجازاته خير شاهد.