Al Jazirah NewsPaper Monday  08/03/2010 G Issue 13675
الأثنين 22 ربيع الأول 1431   العدد  13675
 
عذاريب
حوسة الدوري الجديدة
عبد الله العجلان

 

يخطئ اتحاد الكرة كثيراً إذا ما قرَّر زيادة عدد جولات الدوري لتصبح أكثر من 27 جولة لمجرد تنفيذ شروط ومتطلبات الاتحاد الآسيوي، ودون دراسة آثار وأبعاد وجدوى الكيفية التي ستتم بموجبها الزيادة.. أي أن قرار كهذا قد يأتي على حساب مصلحة الكرة السعودية, وقد يحدث العكس ويكون سبباً في دعمها وتطويرها متى ما تحققت الزيادة بأسلوب علمي يراعي الظروف الراهنة ويقرأ المستقبل ويستفيد من دروس وتجارب الماضي.

الواضح أن لدى اتحاد الكرة عدة تصورات لنظام الدوري الذي سيكون فيه عدد مباريات كل فريق أكثر من 27 مباراة، من بينها توزيع الفرق الـ12 إلى مجموعتين أو أن يُقام الدوري من ثلاثة أدوار بدلاً من دورين، إضافة إلى خيار زيادة عدد الفرق إلى 16 فريقاً، هنا أتساءل: لماذا نضطر من أجل زيادة المواجهات إلى تغيير نظام الدوري المعتاد والمعمول به في معظم دول العالم والعودة إلى ما يشبه المربع الذهبي هذا الذي أخّرنا كثيراً وأعادنا سنوات طويلة إلى الوراء؟ ما الذي يمنع من المحافظة على استقرار وقوة الدوري الحالي ورفع مستوى إثارته ومنافساته بزيادة العدد إلى 16فريقاً؟

زين في أكثر من شين!

تذكّرت وأنا أشاهد تلك المناظر المخجلة أثناء لقاء الحزم والأهلي الأخير في الرس؛ ذلك العنوان المعبر بقوة الساخر بإبداع (نهاية دوري زين في ملعب شين) للزميل الأستاذ أحمد الرشيد قبيل مباراة الحزم والهلال التي توّج فيها الهلال بطلاً للدوري, كما استرجعت ما كتبته قبل سنوات وحذّرت فيه من إيذاء وخطر إقامة مباريات جماهيرية على هذا الملعب غير اللائق بدوري لبلد كالمملكة, ولا يثمن بروز وتألق وحضور وشعبية فريق بحجم الحزم ولا يتوازى بشكله وموقعه وتجهيزاته ومحتوياته مع ما تشهده وتنعم به محافظة الرس من تطور سريع في سائر المجالات الحيوية والخدماتية الأخرى.

إذا كنا جادين ونريد بالفعل وليس بالكلام رفع مستوى الدوري السعودي بما يتوافق مع اهتمام وإغراء وجذب كبار المستثمرين وملايين المشاهدين، علينا أن نبادر بإعادة تنظيم وتجهيز ملاعبنا من حيث المقاعد والوجبات السريعة والشاشات التلفزيونية والساعات الإلكترونية ودورات المياه, وضبط إجراءات بيع التذاكر ودخول وخروج الجماهير وغيرها مما نجده في كثير من ملاعب الدول الخليجية والعربية والآسيوية والإفريقية الفقيرة ولا نقول في أوروبا وأمريكا وكوريا واليابان.

الخافي أخطر

لو سلّمنا بصدق وسلامة نواياه وأن ما قام به نابع من مشاعره الحقيقية وليس لأهداف أخرى، فبالقدر الذي يبدو لنا غريباً ومستهجناً أن يغني حكم درجة ثانية عبد الرحمن الغامدي لفريق الهلال، فإننا في الوقت ذاته نجده أمراً اعتيادياً، بل هامشياً ولا يستحق كل هذه الزوبعة الإعلامية إذا ما قسناه بما يفعله مراقبون فنيون ورؤساء وأعضاء لجان وحكام آخرون أعلى منه درجة ويديرون مباريات مهمة مصيرية وحساسة بين فرق جماهيرية كبيرة، هؤلاء يختلفون عن الحكم المغمور الغامدي المصنف ضمن حكام دوري منطقة الرياض للدرجة الثالثة ولم يشارك في إدارة أي مباراة للهلال حتى على مستوى الفئات السنية وهو كذلك في طريقه لاعتزال التحكيم يختلفون عنه بأنهم يعبرون عن حبهم وتعاطفهم وتفاعلهم مع أنديتهم في الخفاء وبما هو أسوأ وأكثر تأثيراً من الغناء المعلن..

المشكلة ليست في حكم معروف بانتمائه لناد ما سواء كان لاعباً أو إدارياً أو مدرباً سابقاً وفي هذه الحالة ومنعاً لإحراجه ولضمان نجاحه وعدالة قراراته من الطبيعي عدم تكليفه بمباريات يكون ناديه طرفاً فيها، مثلما حدث للحكم الدولي السابق عبد الرحمن الزيد وزميله محمد سعد بخيت وغيرهما كثير, وإنما في حكام يخفون ميولهم وبالتالي تسند لهم مباريات فرقهم المفضّلة ولأنهم بشر لا يستطيعون ترويض عواطفهم وعزلها عن قراراتهم، نجدهم يرتكبون أخطاء تحكيمية لا يدركون فداحتها وتأثيرها السلبي على نتيجة المباراة وعلى سمعتهم ومستوياتهم وعلى مستقبلهم وعلى ثقة وقناعة الآخرين بهم.

من يريد أن يكون حكماً ناجحاً فعليه أن يصارح نفسه قبل غيره ويقرر الابتعاد عن المباريات التي يتغلب فيها انفعاله على هدوئه، وقلبه على عقله، وتسيطر فيها أهواؤه على مستوى ونوعية وصحة وسلامة قراراته.

السويلم وجبلين زمان

ظل عبد الله الزامل السويلم - رحمه الله - على مدى سنوات مضت وما زال يمثّل للرياضيين في حائل نموذجاً للرئيس الحكيم القادر على تكريس معنى وقيمة ونبل المنافسة الشريفة, وعلى صياغة الوعي الرياضي وصناعة الإنجاز، هو بحنكته وأخلاقه وثقافته قاد نادي الجبلين قبل أربعة عقود نحو عصر ذهبي لا ينسى ومرحلة عطاء لا تتكرر وسيرة بناء لا تندثر، وارتبط اسمه بهذا الكيان في واحدة من أجمل وألمع سنواته, وأكثرها إسهاماً رياضياً وثقافياً واجتماعياً باتجاه حائل المدينة والناس.

غفر الله لأبي خالد وأسكنه فسيح جناته، وألهم أهله وذويه وأصدقاءه ومحبيه الصبر والسلوان. (إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ).




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد