القويعية - عبدالرحمن الشافي
يشهد مركز الرويضة بالعرض إهمالاً وتشويهاً للبيئة تمثل في عشوائية عمل شركات المحاجر الصخرية التي عاثت في معالم الطبيعة فساداً، حيث شوهت أماكن ومتنزهات معروفة في المنطقة بجمالها وكثافة الأشجار والغطاء النباتي، وهي منطقة جبال خرص تحديداً.
كما تأثر بتلك الأعمال العشوائية أهالي المزارع المجاورة، التي لوثت البيئة وشوهت مجاري السيول وأتلفت الطرق عبر نقلها للحجارة الكبيرة بالشاحنات إلى مدينة الرياض. وقال المواطن سعد الشنيفي لـ(الجزيرة): لقد اضرت هذه المحاجر كثيراً بالبيئة، حيث عمد العاملون فيها إلى تغيير مجاري السيول، وتأثرت بذلك الطرق أيضاً لاسيما وأن شاحنات تنقل حمولات من الأحجار الثقيلة فوق طاقتها وفوق طاقة الطرق، ولا يوجد ميزان على الطريق لمراقبة الشاحنات.
وقال: إن السلبيات طالت أيضاً المتنزهات الطبيعية، حيث يعمد العاملون في المحاجر إلى تدميرها، علماً أنها تعتبر معلماً سياحياً للبلدة. من جانبه ذكر المواطن علي السهلي: أن هذه الشركات التهمت جبل (حريشان) الذي يضم معلماً سياحياً بارزاً في المنطقة وهو غار (ركبة العمال) وسميت بهذا نسبةً لعمال الزكاة في عهد المغفور له الملك عبدالعزيز، رحمه الله، وهناك أمر أشد خطورة وهو أن هذه المحاجر أصبحت مأوى للعمالة المتخلفة التي تعمل بها، مشيراً إلى أثرها السلبي على الغابات والبيئة الرعوية.
ولفت بهذا الصدد إلى قرار مجلس الوزراء الموقر رقم (247) وتاريخ 4-9-1425هـ القاضي بالموافقة على نظام المراعي والغابات وقد صدر مرسوم ملكي رقم (م-55) وتاريخ 29-10-1425هـ بالمصادقة على ذلك وقد جاء في الفصل الرابع: المحظورات المادة الثالثة عشرة:
أ- يحظر الإضرار بالأشجار والشجيرات النامية في أراضي المراعي والغابات، كما يحظر استعمال مواد ضارة -أيا كان نوعها- على هذه النباتات أو بالقرب منها.
وأبدى السهلي استغرابه من عدم تنفيذ هذه القرارات والأوامر السامية، وتساءل: لماذا تم تجاهلها؟ وناشد المسؤولين والجهات المعنية والجهات ذات العلاقة بالتدخل لوضع حد لهذا التعدي الجائر على المقدرات الطبيعية من جبال وأشجار ومراعي، واحترام وتنفيذ الأوامر السامية وقرارات مجلس الوزراء.