إعداد: عبد الله المالكي
عندما تتحول الذكريات الرياضية إلى سطور وصور مضيئة فهي تؤكد أنه ما زال للوفاء بقية، وما زال الرابط قوياً بين الماضي والحاضر..
(الجزيرة) تقدم لقرائها الكرام أسبوعياً «كوكتيلاً» من الأخبار والتغطيات والمقالات والصور القديمة والتي تم نشرها بالصحيفة الرائدة، متمنين أن تحوز على رضاكم واستحسانكم.
كلمة لا بد منها، وإن كنت أعلم يقيناً أنك لا تحب الأضواء، ولا ترغب بالإطراء أو المديح.. لكن وأنت تحزم أمتعتك للسفر إلى أبها لتسلّم عملك الجديد لم أستطع حبس نفسي عن الكلمة.
ولعمري، فقد غصَّ الصدر بالعبر، وتزاحمت في الخاطر الصور، وجاشت في النفس شجونها وشؤونها فإذا الحياة كلها.. دمعة وابتسامة..
لقد عرفنا صفو الحياة وأنسها وابتسامتها حين أطل على «رعاية الشباب» زين الشباب أبو بندر، بابتسامته الآسرة، وروحه الخيّرة، وعزيمته القوية، فأحالها إلى خلية نابضة تضج بالعمل والبناء، وواحة ترف بالحب والخير والعطاء.
لقد كنت كالشمس السافرة، تشد الأفلاك إلى مدارك، وكالمنارة الهادية في دجنة الصعاب، ووعثاء الحياة، وقسوة العمل بلا أمل:
فلقد تجدد في رعاية الشباب شبابها وملأت الآفاق هممها ومنجزاتها، حتى استقطبت للعمل معك كل الشباب، كبيرهم وصغيرهم.. وهذا كله لم يكن لك لو لم تكن المنارة والأمل!!
ولعل ملعب الملز الكبير يشهد - لو استنطق - نفحات روحك التي وهبت، ودفقات عزيمتك التي أغدقت، وإيمانك الراسخ الذي قرب المحال واختصر المهل والآجال، حتى غدا الخيال حقيقة مجسدة، فافتتحه صاحب الجلالة المليك الباني بتشريفه مباراة كأس جلالته المعظم في يوم الرابع والعشرين من شهر صفر 1390هـ.
ولعل من موجعات الصدف، أن يدور الفلك دورته لنسمع نبأ تعيين سموكم أميراً لأبها في ليلة نفس اليوم من عام مضى، إذ كانت ابتسامة النصر تملأ الثغور، وبشائر الزهو تعمر الصدور، ورايات الشباب ترفرف زاهية على آفاق الملعب الجديد في يوم افتتاحه الأول، وهكذا تأبى الحياة إلا أن تكون بحق: دمعة وابتسامة!
فلقد أنستنا ابتسامة الأمس الظافرة، دمعة اليوم الدافقة، وعبرة المقلة الهامية، والأسى الغامر بالفراق المؤلم.
وليس أقسى على النفس من دموع الرجال التي يمليها الحب الدفين، والتعلق بلا تملق والإخاء بلا رياء..!
فهنيئاً لك بالثقة الملكية السامية التي أنت أهل لها ومحل، وكان الله لك عوناً، حيث توجهت وأنىَّ حللت، ويقيناً أنك الموسم الطيب تتفتح على مقدمك القلوب، وتندى الآفاق بالخصب والنماء، والخير والعطاء.. وهنيئاً لأبها بأميرها النبيل وأملها الأصيل.
أما الشباب، ورعاية الشباب، فيقيناً أنها تحفظ الود، وتصون العهد، وتعاهد الخلف على إتمام ما أنجزه السلف.
وهناك وراء الرسميات، تقف آمالنا وذكرياتنا في موكب الدهر لتؤكد لك أن اسمك خالد في الصدور، ورسمك عالق في القلوب، ما دام في الدنيا وفاء، وعلى المحبة فرقة ولقاء.
وعزاؤنا في دمعة اليوم، أمل من اللقاء على ابتسامة نصر جديدة، ولقاء أخوة على وشائج حب وطيدة إذ:
يخطر النصر حيث كنت وتبقى
خالد الذكر في خلود فعالك
والآن أعود لأقول: وأخيراً عفوك يا أبا بندر!!
ٍ»أبو بشار»
الجزيرة 2-3-1391هـ