أشعل معرض الرياض الدولي للكتاب حراكاً ثقافياً وأدبياً وفكرياً ليس في العاصمة الرياض، بل في كل ربوع المملكة لما أثاره من تفاعل بين الأوساط الفكرية والاجتماعية السعودية ومن المقيمين على أرض المملكة. فالمعرض بما يحويه من أوعية فكرية تمثلت في أكثر من مئتين وخمسين ألف عنوان، وبالتدفق الذي حظي به الآن حتى من قبل أفراد المجتمع السعودي، وبالذات العائلة السعودية التي حرص أفرادها على التواجد في اليومين الأول والثاني، فالأب اصطحب أبناءه وأهله ليعيشوا جميعاً جواً أسرياً في مناخات فكرية وأدبية لا بد وأن ترفع مستوى السلوك الإنساني والاجتماعي، والذي حتماً سيتعزز بالقراءات التي ستمد هذه الأسر من الكتب التي اقتناها أفرادها عند حضورهم للمعرض.

ومعرض الرياض الدولي للكتاب الذي أصبح معلماً بارزاً ومحطة مهمة على خارطة الثقافة العربية، بل والعالمية؛ حيث يعد أهم معارض الكتب في الوطن العربي وفي مقدمة المعارض الثقافية الدولية وأهميته في مئات الآلاف من الزوار الذين يحرصون على اقتناء عشرات الكتب التي ستضيف حصيلة ثقافية وفكرية لا بد وأن تزيد من التراكم السلوكي والثقافي في المجتمع، وهذا لا بد من أن يرفع المستوى الحضاري والاجتماعي في الأمة، وهو ما يتناسب مع الحراك التنموي والثقافي الذي تشهده المملكة في كافة المجالات والذي يجعلنا نطمئن بأن المجتمع يسير بخطى متوازنة في البناء التنموي محصن بسلوك فكري وثقافي.

***