تطالعنا من حين إلى آخر نماذج تلوح لنا في سماء التميز والإبداع، وجودهم عملة نادرة قلما نجدها في هذا الوقت شعارهم في عملهم الإخلاص والتفاني والإنصاف، يعيش هؤلاء الرجال بيننا هممهم تعانق الشمس في السماء وتضاهي السحاب في الفضاء، همهم رفع سمعة محافظاتهم وخدمة أبنائها.
حب الناس لهم ومحبتهم عظيمة فأينما ذهبوا وجدوا الاحترام والمحبة والتقدير وهذا كنز كبير يفتخرون به ويعملون بجد وحرص من أجل الحفاظ عليه، ولا يمكن أن ينضب معين الأوفياء في مجتمعنا عامة وفي المجتع الرياضي خاصة، حيث نرى بين الفينة والأخرى وفي مجالات عدة من الأعمال المتنوعة رجالاً يكرمون من قبل مرؤوسيهم في الدولة لاستحقاقهم ذلك التكريم والإشادة، وليس ذلك بمستغرب على مجتمع مسلم متمسك بتعاليم دينه يعمل بحديث: (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته) وحديث: (أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه).
وحيث يعيش بيننا في مدينة عنيزة (باريس نجد) رجل أعطى الكثير من وقته وصحته وماله لناديه نادي النجمة في عنيزة، إنه رمز النجمة الكبير وأقدم رئيس نادٍ رياضي في العالم إنه الرجل الأسطورة الأستاذ (صالح بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن الواصل).. عرف بدماثة خلقه وتواضعه الجم فكان لوحده مدرسة لنا في كل شيء تعلمنا منه الكثير ولازلنا ننهل من معينه الشيء العظيم لنخوض بذلك معترك الحياة بثبات وروية.
لقد خدم نادي النجمة لأكثر من أربعين عاماً لم يعرف خلالها الكلل ولم يتسرب لنفسه الملل أو اليأس في حالة إخفاق النادي بل كان يشد من أزر اللاعبين ويشجعهم ويحثهم على بذل المزيد من الجهد للوصول إلى الأعلى.
لا يقر له قرار في المطالبة بكل ما يخص النادي ولم يبخل بالعطاء له وقاد النادي بكل همة وشجاعة إلى ساحة البطولات والإبداع، كما ساهم بمهاراته وقدراته في انتصارات كبيرة لناديه.
لقد كان رمز النجمة صالح الواصل حالة خاصة من التفرد والشموخ والسمو طوال مسيرته الرياضية مع النادي، أستاذنا الفاضل لقد أبدعت وتألقت وأعطيت فأكثرت وعملت فنجحت كافحت وواصلت مسيرتك رغم بعض الصعوبات التي اعترضتك فلك منا الشكر والتقدير والحب والثناء والوفاء.
ولأن الوفاء قيمة إنسانية عليا تحرص عليها الأمم المتحضرة تحفيزاً لأهل العطاء المتميز لبذل المزيد من الجهد وتشجيعاً لغيرهم على الاقتداء بهم حتى يصبح التميز عنواناً لأي بذل في ميادين الحياة المختلفة.
لذا فإن أقل حق من حقوق ذلك الرمز هو الاحتفاء به وتكريمه والدعاء له ونشر فضائله والأخذ بيده وإشعاره بأن المجتمع يقدر جهوده ويبارك صنيعه ومثل ذلك الرمز إذا لم نحتف به ونكرمه وهو بصحة وعافية ليقتدي به غيره، فمتى نكرمه ونقدر جهوده، لابد أن نكرمه لتقر عينه بين أهله وذويه ولابد أن نرد له بعض الجميل.
هذه بعض الخواطر التي جالت بخاطري أنقلها لأصحاب الشأن نيابة عن نفسي وعن أبناء مدينة عنيزة وهم أصحاب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب، ونائبه صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل بن فهد - حفظهما الله - ومحافظ مدينة عنيزة المهندس مساعد يحيى السليم، ووكيله الأستاذ فهد حمد السليم، ولجنة أهالي مدينة عنيزة والأهالي بصورة عامة، مع علمي الأكيد بأن مثل ذلك التكريم والاحتفاء لم يغب عن بالهم حيث تعودنا منهم الكثير الكثير من التشجيع والتكريم، حفظهم الله ورعاهم.
ناصر بن صالح
عنيزة