من المسلّمات في فن إدارة المؤسسات وكيفية الوصول بأي منها إلى طريق النجاح ومواصلة هذا النجاح هي امتلاك الأدوات التي تساعد على ذلك، ومن أبرزها امتلاك الفكر الراقي وسعة الأفق يدعمها الثقافة العالية التي تمكّن القائم على إدارة هذه المؤسسة من شحذ الهمم وبث روح الحماس والتنظيم الجيد المبني على الأسس العلمية اللازمة لمثل ذلك والمتوافقة مع طبيعة عمل هذه المؤسسة مما يؤدي إلى انصهار الجميع في روح العمل وإخراج النتائج المرجوة والمأمولة التي توازي حجم الجهد المبذول طالما أن هذا العمل قد سار على النهج السليم المخطط له سلفاً.
والمتابع لشؤون الأندية الرياضية في المملكة والكيفية التي تُدار بها لا بد أن يلحظ مقدار الحسرة لدى بعضها بقدر ما يلمس التميز والإبداع لدى البعض الآخر، وهذا جميعه مرجعه لما ذكرناه أعلاه من تنظيم العمل والقدرة على استقطاب الكفاءات القادرة على النجاح، وهي على السواء تلك التي على أرض الملعب من أجهزة فنية ولاعبين أو الأجهزة الإدارية المساندة للفريق من إدارة وعلاقات عامة واستثمار وتسويق وغيرها مما يتطلب مثل هذا العمل وجودها.
حتى أصبحنا نلحظ بعض هذه الأندية أصبحت وجهة مثلى ورغبة ملحة لمن يريد العمل في جو يساعد على النجاح والتفوق لامتلاكه الأدوات القادرة على الوصول بهذه المجموعة إلى النهاية المرجوة في المجال الرياضي وهي الفوز وصعود المنصات بعكس الجانب الآخر الذي تاه وضل الطريق وأصبح جهده واجتهاده وبالاً عليه. فما أحوجنا للنموذج الأول المشرق المساعد على تواصل مسيرة التفوق الرياضي في هذا الوطن وسد مواطن الخلل متى وجدت. وكم نعاني من الجانب السلبي الآخر الذي أهدر الطاقات وأضاع الجهد والاجتهاد فيما لا يفيد وما يهدم ولا يبني.
والله سبحانه أعلم بالغايات والمقاصد.
(*) أمين عام نادي الحزم بالرس