Al Jazirah NewsPaper Friday  05/03/2010 G Issue 13672
الجمعة 19 ربيع الأول 1431   العدد  13672
 
سلطان.. قيمة إنسانية عليا في التضحية والعطاء
د. علي بن محمد التويجري

 

يمثل صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز لمواطنيه قيمة عليا حضارية وإنسانية، ولهذا فإن قلوبهم ومشاعرهم قد اهتزت لتجربته الأخيرة مع المرض التي أخرجه الله منها سالماً معافى بمنه وكرمه ليعيده إليهم ليواصل حمل مسؤولياته الخطيرة المتعددة، وإن أصدق وصف معبّر عن مشاعر المواطنين وفرحتهم بعودة سموه -بحمد الله- متمتعاً بالصحة والعافية، هو ما عبّر عنه أمير البيان خالد الفيصل بن عبدالعزيز في كلمته احتفاءً بعودة سموه، بكلمات بلاغية جامعة مانعة حينما قال:

سافرت فسافرت معك القلوب من الصدور

وعدت فعادت القلوب إلى الصدور بالسرور

لأن صاحب السمو الملكي الأمير سلطان ليس فقط ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام، وله في كل هذه المسؤوليات مساهمات خطيرة نعتز بها جميعاً، إلا أنه بالنسبة لأمته هو علاوة على ذلك كله قيمة إنسانية وحضارية يتشبثون بها ويتلقون منها دروس التضحية والعطاء للأمة والوطن. فهو يضرب بروحه وعقله في دروب كثيرة للتنمية والتحضر، ويقدم ما يحقق نوراً ساطعاً مضيئاً لأمته. هكذا فعل وهو يحقق مشروع الموسوعة العربية الكبيرة لتكون ثروة متاحة للكهول والشباب على السواء وللمرأة والرجل والطفل، ولتكون مرجعاً ثرياً للمعرفة بالتاريخ وبالعلم وبأصول الحضارة ومظاهرها. وقد لا نستطيع أن نحصر حجم نشاطه وإنجازاته السياسية والحكومية التي امتدت إلى مجالات الرعاية الطبية والثقافة لتصل إلى البيئة وحماية ما يعيش على أرضنا من زهور وحيوان في برنامج فريد متميز لحماية البيئة والحياة الفطرية، فتمتد عطاياه إلى اتساع الوطن وتتسع لتشمل كل جوانب حياة المواطن. وليس غريباً إذاً أن يشعر الجميع بالابتهاج والسرور لسلامته ولعودته إليهم وقد استكمل صحته وقدرته على تحمل مسؤولياته.

والمواطنون عادة يتشبثون بمن يعطيهم هذا النموذج من القيم الحضارية والإنسانية ومن يرعى شؤونهم في صمت وتضحية ومواصلة مستمرة لعطاء الخير. ولهذا كان من أسمائه التي تدل على مدى العلاقة والمحبة التي تربطه بمواطنيه أن اسموه سلطان الخير. وعندما تكون كل قدرة المرء على هذا النحو من التوجه للعطاء فلا بد أن يقابل ذلك حباً عميقاً وتعلقاً وثيقاً به ودعاءً مستمراً لأن يرعاه الله ويحفظه لهم، ويزيد من قدرته على العطاء في كل هذه الدروب التي يسلكها لخدمة المليك والوطن والمواطنين.

إن كل هذه البهجة الوطنية التي شاعت بين المواطنين حول أبلال سلطان الخير من وعكته لا تعني إلا أنهم يعرفون الخير ويقدرون القيمة الإنسانية والحضارية التي يمثلها.

ولا يملك المرء عندما يتابع أعمال وخدمات صاحب السمو الملكي الأمير سلطان إلا أن يقرر أن أمتنا ومواطنينا يعرفون الخير ويقدرونه ويلتفون حوله بالمحبة والدعاء الصالح أن يرعاه الله وأن يحفظه وأن يعينه على تحمل ومواصلة مسؤولياته الجليلة التي تشمل الجميع وينتفع بها الكل. وإذا كنا نرجو منه كمواطنين أن يسمح لنا بشكره والتعبير عن محبتنا وتقديرنا له فإن كل محبة وكل تقدير تظل ظلاً خفيفاً مما يحقق هو ويعطي لأهله ووطنه.

حفظه الله ليظل ممثلاً لهذه القيمة الحضارية الإنسانية التي لا تتوقف عن البزوغ والإشعاع المستمر.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد