من عايش مجلس الشورى في المملكة العربية السعودية يعرف أنه أسهم في تقديم المشورة المخلصة والقرارات الرشيدة، وأن قاعدة صناعة القرار في المملكة توسعت، بحيث إن أغلب القرارات نضجت وتبلورت، كما نجح المجلس في بناء جسر للتواصل الحضاري والإنساني مع العديد من دول العالم من خلال الحضور المميز للمجلس ووفوده في الساحات البرلمانية الدولية. كل هذا تحقق بفضل الله عز وجل ثم بتوجيهات القيادة الرشيدة لهذه البلاد الطاهرة، ولذلك اعتبر أن زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود- حفظه الله- هذا العام في يوم الأحد الحادي والعشرين من شهر ربيع الأول 1431هـ ليفتتح أعمال السنة الثانية من الدورة الخامسة لمجلس الشورى، ويلقي رعاه الله خطابه السنوي.
وكما يعرف الجميع فتشريفه حفظه الله للمجلس يعتبر مصدر اعتزاز للجميع أعضاء ومواطنين، حيث سيتناول في خطابه السياستين الداخلية والخارجية للمملكة، ويوجه رسالة مهمة للجميع ستصبح وثيقة تبين مواقف الدولة وتوجهاتها تجاه كثير من القضايا والمستجدات على جميع المستويات الداخلية والخارجية بما يعكس المكانة اللائقة بالمملكة في خارطة العالم المتحضر.
أما مضمون خطابه فأعتقد أنه سيرسم فيه الأهداف والبرامج والغايات التي تطمح الدولة إلى تحقيقها خلال السنة المقبلة، وبذلك يستمر المجلس في دراساته وجلساته وإصدار قراراته انطلاقًا من هذا الخطاب والخطابات السابقة واللاحقة إن شاء الله، بحيث يعمل على تحقيق الأهداف والغايات، ويمهد الطريق لتحقيق المزيد من الإنجازات، وبذلك يطوي المجلس صفحة ليبدأ صفحة جديدة في عمله المتواصل، ستكون حافلة إن شاء الله بالعمل والعطاء، بجهود ومثابرة إخواني الأفاضل أعضاء المجلس. وكما يعرف الجميع هناك تحديث وتطوير لأساليب عمل مجلس الشورى يقوم بها رئيسه فضيلة الشيخ عبدالله بن محمد آل الشيخ وإخوانه في إدارة المجلس بناء على دراسة اقتراحات أعضاء المجلس، بما يعزز دوره التشريعي والرقابي ليحقق جميع التطلعات، ويلبي آمال المواطنين في مزيد من تطوير وتحديث بعض الأنظمة ذات الصلة بحياتهم المعيشية والعملية. ولا شك أن ما تحقق من إنجازات سابقة سببه توفيق الله عز وجل، والتواصل مع القيادة الرشيدة والمواطن الذي كان الدافع الرئيس والمستهدف في قرارات المجلس ورؤيته لمستقبل الوطن.
وشكري لقادة هذا البلد المعطاء على مسيرة الإصلاح والتطوير الذي تشهده البلاد في هذا العهد الزاهر، وأسأل المولى عز وجل أن يوفقهم إلى ما فيه الخير، وأن يديم على بلادنا نعمة الأمن ويحفظها من كل مكروه.
عضو مجلس الشورى