وقع صوتها كدبيب النمل وهو يبني بيته ...
وكضجيج النّحل وهو يؤسِّس خليّته ...
وكدعس أقدام المتراكضين في مسارات معرضها المشرعة أبوابه الأيام هذه..
المجتمعة لها نوايا المقتنين ..
والمخبأة لها نقود الحاصدين..
هذه الكتب..
هاجستني الأسئلة، ما الذي يحاك في صدورها .. وهي تنتقل من الأرفف، للأيدي، ومن ثم لتنزوي أياماً ولا يقرأها مقتنوها...؟
ما يشكل صوتها الخافت الذي لا يكاد يبين من توجّسات..؟
ومن ثم ما ستفرغه في العقول حين يُهيأ لها أن تنتقل مجرىً من ماء الأفكار، وجدولاً من نهر التأثير..، ورافداً من معين الدافع...؟
أي صوت من أصواتها، وقد جلجل بين القوم مذ سعى لجمعها الساعون..، واختلف على مضامينها المتناقضون..، ولهث في إثر وهجها المصطلون..، وكانت هذه الكتب مصادر تؤتى ثمارُ مكنونها في سلوك القارئين..؟..
في معرض الكتاب، بمثل ما يعلو صوتٌ من بين غلافي كتاب..، بقدر ما تنطق قدم باحث, بما يعتمر في دخيلته..
وهناك أقدام تنقل أصحابها لمجرّد التظاهرة، وجوفها فراغ..، وأخرى تجوب بين المسارات ومكنونها، علامات ملونة لدهشاتٍ.., بعضها تفرحها، وأخرى تحزنها، وثالثة توقد فيها رغبة التقصِّي، عن مدلول الأصوات ..: صوت الضجة، الدبيب، الحفيف، الحاجة, المكنون، المعنى، المفهوم، الصدق، الإضافة، التكوين، النهل، الاستزادة..، والفرق بين أثمان الحصاد، وخسارة الهدر..