جدة - خاص بـ «الجزيرة» :
شدد الشيخ حمود بن محمد الشميمري مدير المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد بحي مشرفة بمحافظة جدة على ضرورة التصدي بقوة وبأسرع وقت ممكن لأصحاب الزيغ والضلال والأفكار المنحرفة حتى لا يتمكنوا من نشر دعاواهم الباطلة، وذلك بالتعاون والتنسيق مع الجهات الحكومية ذات العلاقة، لأن أعداء الأمة الإسلامية ازدادوا وكثر خطرهم عليها، موضحاً أن عمل المكتب الدعوي يرتكز ويعتمد على قول الله تعالى: {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} وهي محور وارتكاز أساليب الدعوة التي يقوم بها المكتب، مستخدمين دعاة المكتب عدداً من الوسائل، كالمحاضرات، والمقابلات الشخصية، والكتيبات والأشرطة، والمطويات، والبريد الإلكتروني، والأقراص المدمجة.
وكشف الشميمري أبرز الإنجازات التي حققها المكتب في العام المنصرم 1430هـ حيث تم تنفيذ ثلاثة آلاف وتسعمائة وواحداً وثمانين عملاً دعوياً شملت (15) رحلة عمرة للمسلمين الجدد والجاليات المسلمة (375) شخصاً، وتنفيذ حملة حج واحدة للمسلمين الجدد استفاد منها (30) شخصاًَ، وتنظيم (531) محاضرة بلغات مختلفة، و(18) دورة للمسلمين للرجال والنساء، و(1625) درساً بلغات مختلفة، و(487) جولة دعوية، و(513) كلمة وعظية و(4) ندوات، و(390) زيارة ميدانية للإدارات الحكومية (المطار والميناء والسجون)، وعدد (397) من اللقاءات، في حين بلغ إجمالي عدد الذين أسلموا لدى المكتب منذ افتتاحه في عام 1412هـ وحتى الآن (14.750) شخصاً من مختلف الجنسيات من الذكور والإناث.
وأبان مدير المكتب التعاوني بحي مشرفة بجدة أن من أهم أسباب نجاح الداعية في دعوته أن يكون قدوة لمن يدعوهم سواء على مستوى أسرته أو على مستوى المجتمع إذ كيف يتوقع الداعية أن تؤتي دعوته أكلها وهو أول من يهدمها أو يناقضها، مشيراً إلى أبرز الصفات التي يجب أن يتمتع بها الداعية وهي العلم الشرعي المدعوم بالحجة والدليل والبرهان من كتاب الله وسنته صلى الله عليه وسلم، والخلق الحسن،والصبر وعدم استعجال النتائج، مع وضع في اعتباره أن لكل مقام مقال، وإجادته لغة المخاطب ومعرفته، وإجادته لأصول الحوار، ومعرفته وإلمامه لدينه من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وإجادته لغة المخاطب، وفن الحوار ومراعاة المستوى التعليمي للمخاطبين، والتدرج في الدعوة والتركيز في البداية على العقيدة (التوحيد) قبل القفز إلى أمور فقهية لا يحتاجها المدعو في الوقت الحاضر بل تأتي لاحقاً تأسياً بدعوة الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة قبل الهجرة.
وأشار فضيلته إلى أن المكاتب التعاونية لن تستطيع القيام بدورها الاجتماعي على الوجه المطلوب والمتوقع منها دون دعم ومؤازرة حقيقية من قبل وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد مادياً ومعنوياً وإزالة كل العقبات والعراقيل التي تواجهها المكاتب التعاونية عند مزاولتها لنشاطها الإجتماعي، إضافة إلى عدم تعاون عدد كبير من القطاعات العامة والخاصة مع المكاتب التعاونية بحجة الخوف ناهيك عن تشويه الصورة الحقيقية للدعوة والدعاة التي أفرزتها وسائل عديدة إعلامية، مؤملاً أن تحظى المكاتب التعاونية بدعم أكبر وأوسع من قبل الوزارة فالمكاتب التعاونية هي العمود الفقري للوزارة لذا لا بد من دعم وتقوية العمود الفقري.
وطالب الشيخ الشميمري بتسخير التقنية الحديثة ووسائل التقنية الحديثة في العمل الدعوي والتوعية مثل: البريد الإلكتروني، ورسائل الجوال، والفضائيات، والفاكس، والمحادثات عبر الإنترنت، ونقل المحاضرات الفوري عبر وسيلة (البال توك)، وإنشاء المواقع الإسلامية عبر الشبكة العنكبوتية، ووسائل العرض الحديثة (الباور بوينت) وغيرها من الوسائل الحديثة.
وعبر مدير المكتب التعاوني بحي مشرفة بمحافظة جدة - في ختام حديثه عن أسفه لكون السواد الأعظم من القنوات الفضائيات بما فيها القنوات العربية التي تبث من بلاد إسلامية لها دور كبير حيث تسببت هذه الوسائل في بعد الناس عن خالقهم وانحلال أخلاقهم وتفكك روابطهم الاجتماعية والأسرية بل وتغريبهم في عقر بلدانهم لذا أقول بكل موضوعية وصراحة لن يستطيع الدعاة والمصلحون إعادة الناس إلى الجادة وغيرهم يضرب بمعاول الهدم والخراب عبر الفضائيات والصحافة، لذا لا بد من تضافر الجهود والتعاون بين الإعلام والدعاة لجبر ما انكسر وترميم ما هدم وإعادة الناس إلى جادتهم المستقيمة الآن وليس غداً.