الأمة الإسلامية فضلها الله ببعثة نبينا محمد عليه الصلاة والسلام خاتم النبيين وأفضل الأنبياء وجعل دينها الإسلام الذي فيه الهدى والخير والسماحة وكمال الأخلاق يقول الله عز وجل: ?الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا? (سورة المائدة 3)، ويقول جل وعلا: ?إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا? (سورة الإسراء 9)، ويقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: (بعثت بالحنيفية السمحة)، ويقول صلى الله عليه وسلم: (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)، ولقد جاء الإسلام بالعدل ومحاربة الظلم وأقبل الناس في الدخول فيه بعد أن شاهدوا عدله ورحمته وفي عصرنا الحاضر نشاهد النموذج الأمثل في دولتنا الرشيدة وقادتها الكرام فهي تعمل بالإسلام وتقوم بخدمة الحضارة الإسلامية من خلال إقامة الجامعات والمدارس والمساجد وعمارة الأرض بما هو نافع ومفيد، وجهود دولتنا الموفقة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه وسمو ولي عهده وسمو النائب الثاني جهود كبيرة وقد أثمرت ولله الحمد هذه الجهود بما نشاهده من نهضة هذه المملكة المباركة نهضة شاملة، والأمير سلطان يعد أحد الوجوه المباركة والموفقة التي لها مساهماتها الإيجابية ومشاركاتها الفاعلة في بناء هذه النهضة تحت توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله فهو يعمل بلا كلل أو ملل من أجل نهضة بلادنا وتطورها ويعد هو الساعد الأيمن لخادم الحرمين الشريفين ويقوم بمسؤوليات كبيرة لها أثرها الملموس في دفع عجلة التقدم والازدهار في وطننا الغالي ولها أثرها أيضاً في القضايا الإقليمية والعربية والإسلامية والدولية، وهو من الكفاءات النادرة التي مارست القيام بالمسؤوليات في وقت مبكر، فقد كان أميراً للرياض ثم وزيراً للزراعة وبعدها كان وزيراً للمواصلات ثم وزيراً للدفاع والطيران ونائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء ثم ولياً للعهد ونائباً لرئيس مجلس الوزراء ووزيراً للدفاع والطيران والمفتش العام، ويتميز سموه بشخصية الرجل المحنك في السياسة ويملك رصيداً من الخبرة والعلم والحكمة والرؤية السديدة والرأي الصائب مع الحزم في إدارة الأعمال والمسؤوليات التي يقوم بها وقد تمكن سموه بتوفيق الله له من توظيف خبراته وقدراته وطاقاته لتحقيق مجموعة من الأنشطة الكبيرة والإنجازات المهمة لهذا الوطن ومواطنيه، فقد اهتم بوزارة الدفاع والطيران وجعلها قادرة بإذن الله على حماية وطننا الغالي وحماية منشآته ومقدساته وحدوده ولقد أثلج صدورنا وسرنا انتصار قواتنا على المعتدين من الحوثيين وهو نصر دائم ومحقق بإذن الله لكل من تحدثه نفسه المساس بحدود المملكة، ولقد كان لحكمة سموه حسب توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله في معالجة هذا الموضوع وإنهائه الأثر الطيب في نفوس العرب والمسلمين، وهذا ليس بغريبٍ على سموه، فسموه يعد أحد صنّاع التاريخ الحديث في بلادنا ومن الذين أسهموا في بناء نهضة المملكة بحكمة وروية ووعي وفكر نيِّر وعندما يشاهد الإنسان معالم النهضة في المملكة يُدرك أنها لم تأتِ من فراغ وإنما كان وراءها قيادة مخلصة موفقة تعمل بكل جد وإخلاص من أجل بناء هذا الوطن العزيز على أسس سليمة ووفق خطط مدروسة يراعى فيها حاجات ومتطلبات الإنسان السعودي في الحاضر والمستقبل برؤية إسلامية وعربية مستنيرة، والمتأمل للأعمال والمنجزات التي يقوم بها الأمير سلطان يدرك بأنه لم يعش لوطنه فقط بل يتعدى ذلك إلى نفعه الأمة العربية والإسلامية وخدمة الجوانب الإنسانية في كل مكان، فهو مؤسسة خيرية يجدها الإنسان في كل مكان يحتاج فيه إلى العون والمساعدة ولدى سموه من المشاعر الإنسانية ما يجعله ينبض بإحساس مرهف وقلب يحب الخير ويعشق الإحسان ولذا فلا غرابة أن يطلق عليه شعب المملكة صفة سلطان الخير وهي صفة شريفة يعتز بها الجميع، ولمكانة الأمير سلطان في نفوس الناس فقد عمت الفرحة بقدومه كل أفراد الشعب السعودي ومما زاد في سرور الناس مشاهدتهم للأمير الجليل سلمان وفقه الله عائداً مع الأمير سلطان ووفائه معه، حيث لازم سموه في رحلته إلى حين عودته، ويعد هذا من الوفاء الذي يندر مثله في العصر الحاضر ولكنه من الأمير سلمان لا يستغرب.
وفق الله الأمير سلطان وأدام صحته وعافيته فهو أحد مفاخر هذه المملكة المباركة وقيادتها الرشيدة وعطاءاته في أعمال الخير قد قادته إلى إنشاء مؤسسات خيرية تعمل داخل المملكة وخارجها، ففي داخل المملكة نشاهد مؤسسة سلطان الخيرية التي وفر لها أصولاً مالية وفيرة كما وفر لها إمكانات فنية كبيرة من الأطباء والمتخصصين وغيرهم مما أغنى عن إرسال المرضى إلى خارج المملكة، وهناك أعمال خيرية متعددة أقامها سموه في داخل المملكة وخارجها في مجال الإغاثة والتنمية والرعاية الصحية والتوعية الدينية وخدمة الإسلام والمسلمين وتعمير المساجد ومدارس تحفيظ القرآن الكريم والإسكان الخيري للمحتاجين ودعم الأقليات الإسلامية، والمتتبع للمنجزات والأعمال الجليلة التي يقوم بها الأمير سلطان يجد أنها كثيرة جداً ويعجز كثير من الناس أن يقوم بمثلها ولكنها إعانة الله لسموه وتوفيقه له فقد وهبه الله قدرات كبيرة في حسن الأداء والقيام بالمسؤوليات الكبيرة في الدولة ولا يفوتني في هذه المناسبة أن أشيد بما شاهدته من ذلك العمل الخير والمتمثل في رعاية سموه لحفل جامعة الأمير سلطان الأهلية والتي كانت بالأمس بذرة ثم تحولت بتوفيق الله إلى جامعة كبيرة تضم كليات مستقلة للبنين وكليات مستقلة للبنات وأصبحت ذات عطاء متدفق قائم على الأسس السليمة لنهج هذه المملكة وثوابتها لخدمة طلاب العلم وطالباته نفع الله بها، كما لا يفوتني التنويه عن وصف مسيرة الخير للأمير سلطان فهو بالإضافة إلى إنجازاته الكبيرة في الداخل له إنجازاته وفقه الله في الخارج والمتمثلة في تعزيز العلاقات بين المملكة وشقيقاتها من الدول العربية وإبراز مكانة المملكة في محيطها العربي والإسلامي والدولي وتنمية هذه العلاقات بما يخدم المملكة وشعبها واستقرارها وترسيخ دورها في خدمة القضايا العربية والإسلامية والمطلع على أعمال سموه يجد أنها حققت في مجال الخير انتشاراً واسعاً وقبولاً عاماً وثناءً ودعاءً من كل أبناء المجتمع أجزل الله له الأجر والثواب وأيده بنصره وتوفيقه وأدام عليه نعمة الصحة والعافية وأمد في عمره.
هذا ونسأل الله أن يديم على بلادنا الأمن والاستقرار والرخاء وأن يوفق خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني إلى كل خير وأن يعينهم ويسدد خطاهم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الرئيس العام لتعليم البنات سابقاً