Al Jazirah NewsPaper Thursday  04/03/2010 G Issue 13671
الخميس 18 ربيع الأول 1431   العدد  13671
 
لما هو آت
شجون على هامش شئون السادة المثقفين
د. خيرية إبراهيم السقاف

 

تحتفي التظاهرة الثقافية في العاصمة الرياض بالسنغال، ثقافة وفكراً وأدباً وأدواراً, في معرض الكتاب، ومنبرية النادي الأدبي، ومن بين هذه الاحتفالية هناك تحرك تعريفي، وتقريبي، لدعم مشاريع «المركز العالمي للتعريف بالرسول صلى الله عليه وسلم» وهو امتداد لدور تضطلع به رابطة العالم الإسلامي، والحديث حول هذا الدور ليس مجاله هنا، غير أن هذا المركز الذي انبثقت فيما يبدو فكرة إنشائه، ووافقت على استقطابه السنغال ليكون منشأة على أرضها، إنما هي تلك الحملات ممن لم تنق معارفه، ولم تتضمن في آن، ما كان ينبغي على المسلمين أن يؤدوه تجاه رسالته, بين المسلمين أنفسهم، منذ نشأة أقدام الفرد الواحد، فيهم على بسيطة الكون، لأنهم أمة قوية بدينها ومعتقدها، وما كانت بحاجة لأن تتحين فرصاً ما كي تعمل على التعريف بأبجديات قوامات دينها، ألا وهو رسولها الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، ذلك لأن هذه الأمة ضعفت كثيراً وتهاوت أعمدة بناءاتها، وهشت عظامها كثيراً وتأخرت حتى أصبح من اليسير على الآخرين التطاول على رمزها الأول الذي لن تمسه مما قيل أو فُعل ذرة غبار، فهو رسول الرب الواحد المالك لهذا الكون بمن فيه، الحافظ الأمين على رسالاته في الأرض، كما بدأت آخر الأسافين تدق في قوام، لغة هذه الأمة في عقر دورها وبين شغاف إبائها، ولم يقف الأمر عند هذا بل تسود عياناً بعد أن كان التآمر تسللاً خفياً أيد ذات سطوة لتدك قيم الأمة في دورها، وشارعها، ومدارسها، ومنابرها، وأسواقها، ومؤسساتها لتمسح بريش ألوانها على وجهها الحقيقي، وتطليه بألوانها الزائفة.

ولأن رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل مبدأ الاقتداء به هو أسلوب التعبير عن الانتماء إليه، فإن المتوخى في هذا المركز أن يتخذ من رسالته نقل تاريخ الإسلام، والمسلمين، وأدوارهم في نشر الدعوة، وأسلوب حكمة الرسول العظيم في دعوته ونشر دين الله، كان بالعمل قبل القول، وبالمنطق عند الحاجة لوشم الكلمة، ومن ثم فإن أخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم بوصفها كانت سلوك فكر وعمل هي التي ينبغي أن تنقل، بل أن تُمارس في أساليب التعبير عن الانتماء.

ثمة ما يدعوني للقول، إن هذا المركز كان ينبغي أن تبدأ رسالته داخل بيوت ومؤسسات التعليم، وأماكن خطوات المسلمين أنفسهم، فهم أشد جهلاً برسولهم -صلى الله عليه وسلم- ممن يسعى الغير إليه خارج سياجاتهم.. ومع ذلك فإن أمة الإسلام ستبقى هشة ضعيفة إن اعتمدت على التفرق عن الطاولة الكبرى التي ينبغي أن تلم جميع أفرادها بكل أدوارهم ومسؤولياتهم.

هذه شجون جاءت بمناسبة هذا الاحتفاء الثقافي، وعلى هامشه ورد الحديث عن السنغال وقيام هذا المركز على أراضيها.. فليوفق الله الساعين، وليجعل نوره في صدورهم ورشدهم.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد