Al Jazirah NewsPaper Thursday  04/03/2010 G Issue 13671
الخميس 18 ربيع الأول 1431   العدد  13671
 
أكاديمي فرنسي يحاضر في مستشفى الملك فهد بجدة:
المملكة ضمن قائمة أعلى 10 دول في العالم مصابة بالسكري

 

الجزيرة - أحمد القرني:

أكَّد رئيس وحدة أبحاث مرض السكري والتغذية في جامعة سان مرجريت في فرنسا الدكتور دينس راكا أن عدد مرضى السكّري في العالم حالياً بلغ ما يقارب الـ177 مليوناً.

جاء ذلك خلال محاضرة ألقاها يوم أمس في مستشفى الملك فهد بجدة بالتعاون مع سانوفي افانتيس.وأوضح الدكتور دينس قائلاً: «يُعدُّ انتشار معدلات داء السكري في دول شرق البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط من أعلى المعدلات في العالم، نتيجة التغيرات الاجتماعية والاقتصادية التي وقعت في العالم خلال العقود الثلاثة الماضية على غالبية هذه الدول، ومن بينها مظاهر التقدم والتحضر وانخفاض نسبة الوفيات وارتفاع متوسط العمر المتوقع لقاطني هذه المنطقة».

وأضاف «التطور والنمو الاقتصادي السريع في هذه الدول وخصوصاً بين الدول الأكثر ثراءً والمنتجة للنفط أدى إلى تغييرات سلوكية أثرت على أسلوب الحياة مما أسهم في تخفيض معدلات النشاط البدني وتغيير العادات الغذائية وزيادة نسب السمنة، إلى جانب انتشار عادة التدخين وزيادة عدد المدخنين في هذه الدول بشكل واضح وكبير نتج عنه تفشي داء السكري من النوع الثاني». وتابع «أوضحت الدراسات أن معدل انتشار داء السكري في ست من هذه الدول وهي الإمارات والبحرين والكويت والسعودية ومصر وعمان من بين أعلى 10 دول في العالم، والوضع ذاته ينطبق على هذه الدول في ارتفاع نسبة الجلوكوز في الدم وهي مرحلة تسبق الإصابة بداء السكري مباشرة».وحول أعراض السكري أكَّد دينس أن «ثلث مرضى السكّري فقط يعانون من عوارض السكري مثل التبوّل المتكرّر والظمأ الشديد وازدياد الشهيّة وعدم وضوح البصر وازدياد الظمأ وخسارة الوزن». وأضاف: «عند وجود العوارض من الممكن ألاّ يعزوها المرضى والأطباء للداء السكّري، ففي دراسة أجريت في المملكة المتحدة، اتضح أن أكثر من 40% من المصابين بالسكري من النوع الثاني لا يدركون حالتهم مما يحول دون خضوعهم للعلاج المخفّض للجلوكوز، أما المضاعفات فهي تصيب الأوعية الدموية الصغيرة مما يؤدي إلى الأضرار بالأعضاء الأساسية كالعين والكلى والأعصاب (اعتلال الشبكيّة السكري، الاعتلال الكلويّ السكري، الاعتلال العصبي السكّري).

ويصيب أيضاً الأوعية الدموية الكبيرة مما يؤدي إلى مرض القلب التاجي والمرض المخّي الوعائي والمرض الوعائي المحيطي، معرضاً المرضى لخطر الإصابة بالنوبات القلبيّة والسكتات الدماغيّة. وإنّ الإصابة المتزامنة بالمرض الوعائي المحيطي وبالاعتلال العصبيّ السكّري يمكن أن تسبّب كذلك «القدم السكّرية» وهي مضاعفة أخرى يمكن أن تكون خطيرة.

وأشار الدكتور دينس إلى أن علاجات السكّري تهدف إلى تخفيض الجلوكوز في الدم بغية تأخير ظهور المضاعفات، فيُعطى الأنسولين كبديل (النوع الأول) أو مكمّل ل(النوع الثاني) لإفراز الأنسولين الطبيعي، وتشبه الأنسولينات الجديدة إلى حدّ كبير الأنسولين البشري لكن تمّ تعديلها للتأثير على الجلوكوز في أوقات مختلفة من اليوم؛ إلا أن علاج الداء السكري من النوع 2 يتماشى مع طبيعة المرض التدريجيّة، فمقاومة الأنسولين ونقص الأنسولين يسوءان بانتظام مع الوقت، وكنتيجة لذلك يرتفع معدّل الجلوكوز الوسطيّ في الدم (HbA1c) ارتفاعاً كبيراً، لذا علاجات السكري من النوع 2 هي عبارة عن اتباع الحمية وممارسة الرياضة وأخذ مضادات السكري التي تعطى عن طرق الفم والأنسولين وجمع هذه العلاجات كلّها معاً، بالإضافة إلى مراقبة معدّل الهيموجلوبين السكري في الدم (HbA1c) كلّ ثلاثة أشهر على الأقل للتأكد من أن العلاج الحالي ما زال فعّالاً.

وأوضح «تنصّ المعايير الدوليّة على وجوب التوصّل إلى معدّل هيموجلوبين سكري في الدم (HbA1c) بنسبة 6.5% (الاتحاد الدولي للداء السكري IDF) وبنسبة 7.0% (الجمعية الأمريكية للداء السكري ADA).

ومع مرور الوقت، سوف يحتاج أكثريّة المصابين بالداء السكري من النوع 2 إلى الأنسولين للتحكّم بجلوكوز الدم. وقد أوصى الاتحاد الدولي للداء السكري IDF ببدء علاج الأنسولين لدى المرضى الذين يتخطّى لديهم معدّل الجلوكوز الوسطيّ في الدم HbA1c 7.5% بالإضافة إلى العقاقير الأخرى التي تؤخذ عن طريق الفم لتفادي مضاعفات المرض والحفاظ على مستويات السكر في الدم في النطاق الطبيعي».




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد