يحل علينا في كل عام مناسبة عظيمه تمر مرور الكرام وهي مناسبة مولد أعظم وأشرف الخلق نبينا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم دون أن نحتفي بها، وأنا هنا لا أقصد الاحتفال على طريقة المغالين والمطرين له بطريقة نهانا عنها، كما قال صلوات الله وسلامه عليه: لا تطروني كما أطرت اليهود والنصارى أنبياءهم.
المغالون يجعلون من يومه غاية ومناسبة دينية أضافوها على خريطة المناسبات الدينية الثابتة، ويتعبّدون من خلالها بشعائر ما أنزل الله بها من سلطان! يرتكب بعضهم الكثير من المخالفات ومنها تلك الاحتفالات التي تضرب فيها الدفوف وتنصب لها الخيام والأعلام وتقام الليالي الملاح وينشد المنشدون والمدّاحون ما أصبح يمثل باب رزق لهم ولفرق احترفت هذا العمل، فاستدعى ذلك ظهور الكثير من مظاهر الغلو الذي نهانا صلى الله عليه وسلم عنه!
ولكني أعني أن نحتفي بهذه المناسبة بما يركز على التذكير في يوم مولده بسيرته العطرة في وسائل إعلامنا ومساجدنا وخطب جمعنا كما فعل خطيب مسجدنا والذي احتفى وأبرز لنا مناقب نبينا وسرد لنا شيئاً من سيرته العطرة ومواقفه في محاربة الشرك والضلال! وماذا لو نهج خطباء المساجد نفس النهج ليبرزوا في ذكرى يوم مولده شيئاً من سجاياه ومناقبه وصفاته، بدل أن يمر هذا اليوم وكأنه لا يعنينا بشيء!
وماذا لو أقامت وزارة التربية والتعليم في هذا اليوم مسابقة في أحاديثه وسيرته وجهاده وصبره لاطلاع الطلاب على ما يتمتع به من صفات تحتذى مما يزيد الطلاب في معرفة الكثير عن نبيهم الكريم! نحتفل بمناسبات كثيرة من أسبوع المرور ومكافحة المخدرات والتدخين وأسابيع محلية عالميه، أليس الهادي البشير أولى وأحق، خاصة وأن ما دعا إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم دعت إليه متأخرة كل الأسابيع والمناسبات التي تهدف إلى ما فيه خير للمجتمعات.
وماذا لو بثّت وسائل إعلامنا ونشرت صحفنا إضاءات من سيرته وأحاديثه الصحيحه مما يذكر المسلمين بهدي نبيهم! إن احتفاءنا بذكرى مولد المصطفى هو احتفال بيوم تاريخي غيّر مجرى التاريخ وبشّر بنشر الحق والخير والعدل بين الناس، ورفع الظلم والبغي والعدوان،
وماذا لو انتهزنا هذه الفرصة للتذكير بسيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبشخصية هذا النبي العظيم، وبرسالته العامة الخالدة التي جعلها الله رحمة للعالمين، لو تذكّرنا واحتفينا بيوم مولده كما فعل خطيب مسجدنا فأي مشكلة في ذلك؟!
alhoshanei@hotmail.com