رؤية - سامي اليوسف
الثقافة هي كالوقاية من العلاج، عنصر مهم في حياة كل فرد في المجتمع على اختلاف اهتماماته وهواياته، أن تكون مثقفا فإن ذلك يعني أن تكون لديك حصانة وبصيرة في عملية اتخاذ القرار في أمورك الحياتية، وأمور من يهمك أمرهم.
وكثيرا ما نسمع ونقرأ عن قلة الوعي أو محدودية ثقافة اللاعب السعودي خاصة المحترف، والشواهد عديدة، ولعل آخرها ما جرى لكابتن المنتخب السعودي الأول السابق وفريق النصر حاليا اللاعب (المخضرم) حسين عبدالغني الذي ثبت طبياً إصابته في قطع جزئي بالرباط الصليبي الأمامي لركبته يستوجب تدخلاً جراحياً.
لن أتحدث عن هشاشة الجهاز الطبي المحيط بالفريق النصراوي، والذي كشف واقعه لنا بالعلم والخبرة الجراح خالد نعمان استشاري إصابات الملاعب، وأكد سلامة تشخيصه الأولي، وخطأ التشخيص لطبيب النصر إيلي..! بل سوف أتحدث عن تحامل وإصرار اللاعب عبدالغني على اللعب وهو مصاب في ركبته اليمنى في مباراة الهلال، بالرغم من شعوره بآلام الإصابة خلال أو عقب مباراة الأهلي، وكلنا شاهدنا إصراره على تكملة المباراة، وقبل ذلك لعبها وهو يعاني من الإصابة في أخطر منطقة في جسم اللاعب المحترف، والتي قد تكلفه إنهاء مسيرته الكروية إن لم تهددها بالفعل.
العتب واللوم يكون كبيرا على عبدالغني لأنه لاعب كبير ومخضرم، وعركته الملاعب -كما يقال- ويعرف جيداً ما هي الإصابة البسيطة التي قد يتحامل عليها، والأخرى الصعبة التي لا ينفع معها التحامل أو المكابرة..!ما يقال عن عبدالغني ينسحب برأيي على جملة من اللاعبين وفي مقدمتهم نجم وهداف الشباب ناصر الشمراني على سبيل المثال.
ومع ازدياد حالات الإصابة في الرباط الصليبي في ملاعب الكرة السعودية والتي خسرنا فيها لهذا الموسم نجوم بارزة يقف على رأسهم: عبده عطيف ونايف هزازي وعلاء الكويكبي وناصر الشمراني والآن حسين عبدالغني.. أعتقد بأن الحالة تحتاج إلى دراسة علمية تقوم على أساس طبي يكشف حقيقة وأسباب مثل هذا التكرار المخيف لهذه الإصابة التي تضرر منها المنتخب قبل وبعد الأندية، كما أن المحترفين بحاجة إلى ورش توعية وتثقيف صباحية عن أسباب وكيفية الوقاية من هذه الإصابة.