الخطوات النصراوية المبكرة استعداداً للموسم المقبل والمتمثلة في التعاقد مع المدرب الإيطالي زينجا وتوقيع عقد نهائي معه قبل فترة طويلة من بداية الموسم القادم لا شك أنها تمثِّل تحولاً جديداً في عقلية العمل الإداري في الأندية.. فالتخطيط المبكر والشروع في التعاقد مع المدرب واللاعبين الأجانب منذ الآن هي خطوة ممتازة وتحسب لإدارة النصر الجديدة والقديمة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن تركي.. وهي بذلك تحذو حذو الإدارة الهلالية التي يرأسها صاحب السمو الملكي الأمير عبد الرحمن بن مساعد التي (سنّت) هذه الخطوة الإعدادية المبكرة ونجحت فيها أيما نجاح بعد أن وقَّعت مع المدرب القدير إيريك جيرتس في مثل هذا الوقت (تقريباً) من العام الماضي وقبل ذلك حسمت صفقة التعاقد مع البرازيلي تياجو نيفيز قبل ستة أشهر من التحاقه بالفريق.. وكانت هذه الخطوات وغيرها من التحركات الناجحة أحد أسباب تألق الفريق الهلالي هذا الموسم بعد أن واكب هذه التحركات فكر إداري فني رائع نجح في استقطاب أفضل الأسماء وأنسبها للفريق وفق رؤية فنية معينة أكدت التجربة على أرض الواقع نجاحها وصحتها.. فالتحرك الإداري المبكر بحد ذاته أمر جيد، لكن يجب أن يترافق معه فهم فني وإدراك لطبيعة الفريق وما يضمه من أسماء ومدى ملاءمة المدرب للتوليفة الموجودة وهو ما نجحت فيه الإدارة الهلالية بدرجة ممتاز.
لكن الوضع في النصر هو تحت المراقبة حالياً لأن الحكم بنجاح الجهاز الفني الجديد محل شك ما لم يثبت ذلك على أرض الواقع.. فالسيد زينجا حارس مرمى دولي سابق، كانت له تجربة تدريبية متفاوتة النجاح وإن لم تصل للنجاح الكامل.. ولعل التعاقد معه في هذا الوقت وهو (خالي) شغل يؤكد أنه ليس بالاسم المطلوب من الأندية الأوروبية أو الشهيرة، على عكس جيرتس.. كما أن تجربته القصيرة في العين الإماراتي لم تستمر بسبب سوء النتائج مما جعله يعود لأوروبا مجدداً ليجد الفرصة للتدريب في بلده إيطاليا لأول مرة في تاريخه.. وكانت آخر مهامه مع باليرمو الإيطالي غير مشجعة بعد أن تم إلغاء عقده وسط الموسم..!
كل هذه المؤشرات تجعل الجزم بنجاحه محل شك، ولكن قد يكون النجاح المطلوب منه بناء فريق فقط والمنافسة بقوة مع الكبار وهذا إذا ما تحقق فإنه لن يكون جديداً كون المدرب الحالي الأرجواني ديسلفا حقق الشيء ذاته باحتلال المركز الرابع (حتى الآن) وتقديم عدد من العناصر الشابة التي اختارها سلفه الأرجنتيني باوزا.
ولذلك نجد الكثير من الآراء التي ترى عدم جدوى التعاقد مع زينجا تظهر على السطح النصراوي رغم أنه لم يبدأ بعد وهي نفس الآراء التي طالبت بعدم التعاقد مع ديسلفا عند حضوره وأثبتت الأيام أنها قريبة جداً من الواقع..
على أية حال، النصر بحاجة لعمل فني كبير متى أراد المنافسة الحقيقية، وقد يكون من حسن حظ النصر أن الاتحاد هو الآخر مرشح للاستمرار طويلاً بعيداً عن المنافسة القوية والحضور المعتاد كمنافس عنيد على مستوى كرة القدم السعودية وهو ما قد يمنح النصر شيئاً من الأمل بأن يكون في نفس المستوى من التواجد مع الاتحاد والأهلي والشباب في صراع منافسة الهلال الأفضل والأقوى والأوفر حظاً بالفوز بالبطولات.
لمسات
- الجماهير الهلالية تأمل أن يتم إنجاز وبناء العديد من ملاعب التدريب لفرق القاعدة والفئات السنية والفريق الأول في عهد الإدارة الحالية.. لأنها الأقدر والأكفأ والأكثر حرصاً على وضع بصمة حقيقية في تاريخ الزعيم عبر العديد من المشاريع التطويرية والإنشائية التي سيحفظها التاريخ على مر الزمان.. ولا شك أن تأسيس البنية التحتية لفرق القاعدة الهلالية من الأهمية بمكان ما يجعلها تحتل أولوية الاهتمامات الزرقاء في الوقت الحاضر.
- الحضور الجماهيري الكبير في الدوحة لجماهير الزعيم لا يقل إبهاراً عن الأداء الرائع الذي قدمه لاعبوه.. وفي مثل هذه المناسبات الكبيرة من المهم جداً أن يكون خلالها الفريق في أفضل حالاته الفنية، فضلاً عن أهمية المسابقة والآمال الهلالية العريضة المعلقة عليها للوصول (الثاني) نحو مونديال الأندية.. وهو ما كان عليه نجوم الزعيم الذين كانوا عند حسن الظن ومستوى الثقة.
- استقالة الدكتور خالد المرزوقي ومجلس إدارته من رئاسة نادي الاتحاد لن تغيِّر من الأوضاع الاتحادية شيئاً ما لم يكن البديل (ديكتاتوراً) يتصدى لكل حالات (الانبراش) تجاه النادي والإدارة واللاعبين وكل من له علاقة بالعميد ما لم يخضع للتوجيهات!
- أصبحت أوضاع نادي الاتحاد هي القاسم المشترك لكل برامج القناة الرياضية.. وبشكل خيل للمتابع ألا قضايا ولا موضوعات في الرياضة السعودية سوى أحوال الاتحاد.. فهي وحدها تستحق المناقشة ليلياً!!
- بعض الأندية السعودية بدأت منذ اللحظة الاستعداد للموسم المقبل على كافة الأصعدة.. في حين لدينا العديد من الأمور المعلقة المتعلقة بالكرة السعودية لم يحرك ساكن تجاهها، فمن سيكون مدرب المنتخب القادم وما برامجه؟! ومن سيكون رئيس لجنة الحكام المقبل بعد انتهاء تكليف اللجنة الحالية حتى نهاية الموسم؟! وماذا سيتم بشأن عقود النقل التلفزيوني ودور الأندية فيها؟! وماذا عن برنامج روزنامة الموسم القادم وما الخطط المنتظرة لتقديم برمجة متكاملة لعدة مواسم؟! وماذا عن خطط التطوير وفريق العمل واللوائح والأنظمة وماذا؟ وماذا؟ وماذا؟.. كلها أسئلة مصيرية تحتاج لتحرك فوري من اتحاد الكرة والرئاسة وهيئة دوري المحترفين وغيرها من الجهات والبرامج، لأن الزمن يسير بسرعة ونحن نسير بسرعة (السلحفاة)..!!
- لا أدري ماذا سيستفيد المتابع أو المسؤولون في الأندية من حديث لجنة الاحتراف الأخير حول المادة (18).. فهي لم توضح التغيير المنتظر ولا كيفيته ولا النيّة لإلغائها من عدمه. مجرد بيان عن مناقشة المادة الأهم في لائحة الاحتراف حتى الآن!