Al Jazirah NewsPaper Tuesday  02/03/2010 G Issue 13669
الثلاثاء 16 ربيع الأول 1431   العدد  13669
 
أضواء
انتخابات العراق
جاسر الجاسر

 

أوجدت الانتخابات العراقية حالة من الحراك السياسي والإعلامي، وفجرت الكثير من التساؤلات في المنطقة. فقد كشفت المناظرات السياسية والإعلامية، التي حرصت معظم المحطات الفضائية على إجرائها بين المرشحين لهذه الانتخابات ورموز الكتل السياسية، حجم التدخلات الأجنبية في العراق، وأظهرت أن الذين يعملون في الشأن السياسي العراقي وكأنهم وكلاء للدول الأجنبية التي بالطبع لا تريد الخير للعراق، وأن كل همها تعزيز نفوذها وترسيخ مصالحها على حساب مصالح الشعب العراقي. وظهر في هذا الخصوص الصراع بين وكلاء كل من إيران وأمريكا، والذين لم يبدوا أي خجل في كشف عمالتهم لطهران أو لواشنطن.

جماعة إيران يتبنَّون نظرية ولاية الفقيه التي تعني مبايعة مرشد الثورة الإيرانية إماماً على الجميع بما فيهم العراقيون، مما يعني إلحاق العراق بإيران كجزء من الإمبراطورية الصفوية، وبشكل «عصري» فلا داعي لدمج العراق بإيران، بل يكفي أن يكون رئيس وزراء العراق الجديد تابعاً للباب العالي في طهران، يتلقى أوامره من هناك عن طريق سفيرهم في بغداد أو ممثل المرشد في الحرس الثوري، وهو الدور الذي يعد له المدعو أحمد الجلبي.

أما حلفاء واشنطن، الأبناء المدللون للاحتلال الأمريكي، فهم ممثلو الإمبريالية الجديدة في العراق، يعملون متسلحين بالبند السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي يعطي أمريكا الحق في احتلال العراق، والهيمنة على هذا البلد اقتصادياً وإستراتيجياً، وتحويله إلى حلبة صراع مع أعدائها الذين أولهم إيران، ولا يهم كم يسقط من العراقيين ضحايا هذا الصراع.

ولأن مكاسب إيران وأمريكا ستكون كبيرة، فإن أبناءهما «المرشحين» الذين يحاربون وكالة عنهما يصرفون وببذخ على الحملات الانتخابية فالفواتير تدفع هناك، فنتابع حملات تلفزيونية وتوزيعاً للأموال على الناخبين بصورة فاقت كل التصورات. ومع هذا لا يزال العراق يعاني من شُح في الكهرباء وتدني المستوى المعيشي..!!



jaser@al-jazirah.com.sa

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد