لكل مدينة حكاية وسالفة معتقة لها رمزيتها والروح التي تبقى ملاصقة للظواهر الطبيعية في الجبال والهضاب والأنهر والجداول الصغيرة ولبيوت المتطامنة والقرى المندسة في تجاويف الجبال. عندما تطل على اسطنبول التركية من أعلى هضابها لا يخطر على بالك أو لا تكاد ترى من بحرها وهضابها السبع و(برمائية) آسيا وأوروبا لا ترى إلا السلطان محمد الفاتح الذي كسر الحاجز النفسي والطبيعي والتاريخي لنشر الإسلام في أوروبا الذي استعصى على المسلمين الأوائل من القرن الإسلامي الأول منذ معركة اليرموك حتى جاء الفاتح محمد ليكتب نهاية الدولة البيزنطية... وعندما تكون في دمشق لا يأتي في البال إلا تاريخ (بني أمية) تشم من الأحياء السكنية وقرى الشام رائحة (بني أمية) في الجامع الأموي والقلاع والحصون فكل شيء هناك أموي , أمية حاضرة بتاريخها وحجارة بيوتها وحتى في وجوه أهل الشام .. وفي بغداد ورغم الحروب وأمريكا والأطلسي والتاريخ الذي فر وهرب من أهله رغم ذلك عندما تستقر في قلب بغداد وتتجمع لديك الصور فإنها تكتمل في بني العباس (عباسيون) مكة المكرمة الذين حكموا العراق والعالم الإسلامي من القرن الثاني وحتى القرن السابع الهجري. تلك مرارة التاريخ حين جاءت وجوه غريبة جاءت من الشرق من آسيا البعيدة وعبروا نهري سيحون وجيحون لتدمير مدينة (أبوجعفر المنصور) ورغم هذا التدمير التاريخي المنظم منذ عهد المعتصم بالله وحتى سقوط بغداد على أيدي من جاء من غرب العالم من وراء الأطلسي لتسقط ثانية ورغم ذلك إلا أنه مازالت رائحة ووجوه (بني العباس) عابقة في بغداد.
نحن هنا لنا حكاية هي الأقوى تاريخياً في العصر الحديث وهي بناء هذا الكيان بمهارة قائد وحد الأرض والناس وحد الجغرافيا والثقافات المحلية هو الملك عبدالعزيز -رحمه الله- الذي حارب داخلياً وخارجياً من أجل بناء هذا الوطن العظيم وجنب بلادنا الحرب العالمية والغزاة الطامعين من مستعمر ومستبد لتنعم بلادنا بالاستقلال عن إرادة الآخرين والاستقرار لذا أتوجه إلى أمين منطقة الرياض الأمير د. عبدالعزيز بن عياف بصفته أمين منطقة الرياض وبصفته المهندس والمعماري الذي يحمل في داخله روح الفنان والمبدع أن يصيغ لنا حكاية الرياض وحكاية بطلها عبدالعزيز, فلدينا ميادين وساحات و(دورات) وتقاطعات كبيرة وواسعة فلماذا لا يتم توظيفها برموز هذا البطل الملك عبدالعزيز مثل كل العواصم التي تضع في ميادينها شخصياتها التاريخية والقيادات التي صنعت تاريخها, الأمير عبدالعزيز بن عياف لديه الأفكار وأيضاً الحلول والإبداعات وأدرك أنه قادر على صياغ حكاية الرياض برمزية الميادين و(الدوارات) الكبيرة على سبيل المثال بصورة جدارية للملك عبدالعزيز تنفذ بأحجار الفسيفساء والخزفيات والفخار وأيضا رموز تاريخية أخرى تنفذ من أحجار الرياض ذات الصفرة الجذابة, فأمين منطقة الرياض قادر على تشكيل المجسمات ويملك بعداً تاريخياً وحساً تشكيلياً وهندسياً لإبداع حكاية الرياض التي تتمحور حول شخصية الملك عبدالعزيز.