Al Jazirah NewsPaper Monday  01/03/2010 G Issue 13668
الأثنين 15 ربيع الأول 1431   العدد  13668
 
نهارات أخرى
حتى لا تتشوَّه تظاهرتنا الثقافية
فاطمة العتيبي

 

التظاهرة الثقافية المبهجة التي تعيشها الرياض الأيام القادمة (معرض الكتاب، مهرجان الجنادرية، ندوة اللغة العربية التي نظّمها القسم النسائي في كلية الآداب تزامناً مع الاحتفاء العالمي بيوم اللغة العربية) هذه الحياة التي تدب دفعة واحدة تجعلنا نلهث من الإعياء نلاحق هذه المناشط الهامة مع متابعة تسوقنا للكتب ومراجعة ما نحتاج من عناوين مهمة لا بد من الحصول عليها سريعاً قبل أن تنفد!

هذا الزمن الجميل الذي يفور فجأة وينطفئ فجأة ألا من حل لتوزيعه على مراحل؟ أعرف أن المناخ الصحراوي البارد جداً أو الحار جداً لا يتيح لنا إلا أشهراً نستطيع فيها أن نقيم مناشطنا وتجمعاتنا المختلفة، ثمة من يرى أن هذه المناشط المتعددة هي احتفالية سنوية تجعل من الرياض مزاراً ثقافياً سنوياً لمن هم داخل المملكة وكذلك من هم خارج المملكة فتتحول الرياض المدينة المتوردة على خاصرة نجد إلى وجهة سياحية في مثل هذه الأيام، رأيان محيران فعلاً ومبررات كل رأي مقنعة ولها اعتباريتها، وحيث إنني من أنصار التعددية فقد صعب علي ترجيح رأي على آخر!!

بقي ثمة مطلب مهم أرفعه للمسؤولين عن هذه المناشط، وهو ألا تكون هناك أنظمة واحترازات إضافية تضيّق الخناق على الجمهور ولا بد أن تسري الأنظمة الاعتيادية!!

الجهات التي تنظّم هذه المناشط جهات حكومية سعودية تعرف الأنظمة وما ينبغي وما لا ينبغي ويفترض أنها تعرف مسؤوليات الرقابة والهيئة وحدود عملهما التي لا بد ألا تطغى على عمل هؤلاء.

لا نريد حملات تفتيش على دور النشر وكأنها أوكار هيروين!

لا نريد ملاحقة النساء وكأنهن موضع تهمة فقط لأنهن يشترين القصص والروايات ودواوين الشعر!

لا نريد أن تجلس كاتبة توقّع كتبها للمشترين بموافقة وزارة الثقافة ثم يأتي رجال الحسبة ليجمعوا كتبها ويحملوا طاولتها ويكرروا على مسمعها أمام الناس (ظفي أغراضك واذهبي إلى هناك...) وكأنها بساطة مسكينة في أحد الأسواق الشعبية تتقوّى على ضعفها البلدية التي تترك الأقوياء يبيعون الفاسد من الطعام والشراب وتطارد هذه الضعيفة التي تبيع (بيزة وبراقع)!!

لا نريد ممارسات وتجاوزات وهدر لكرامة الإنسان الذي أعزّه الله وأعزّته الدولة بأنظمتها وقوانينها ولوائح أجهزتها الحكومية، فلا يتحمس شاب غر فيفسد صورتنا الجميلة بشكوكه وطيشه واحتسابه، لا بد أن يكون كل أمر محسوباً ومنظماً ومخططاً له، ولا يترك الباب مفتوحاً (يدفه) أي أحد ويسقطه ربما برعونته على رؤوس العابرين!!!

هذا وأتمنى لكم أياماً مبهجة في رفقة الكتاب والمبدعين فكراً وأدباً في الجنادرية وفي ندوة اللغة العربية وفي ندوات معرض الكتاب المتنوّعة.



fatemh2007@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد