Al Jazirah NewsPaper Monday  01/03/2010 G Issue 13668
الأثنين 15 ربيع الأول 1431   العدد  13668
 
بعد عشر سنوات من التميز
رعاية سمو ولي العهد لاحتفالية الجامعة تعيد إلى الأذهان بدايات النشأة

 

كانت فرحة أهالي الرياض بمقدم صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع والطيران والمفتش العام من رحلته العلاجية الأولى عام 1418هـ والتي تكللت - ولله الحمد- بالنجاح النواة الأولى لنشأة جامعة الأمير سلطان. فقد بادر أهالي الرياض بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض إلى إنشاء مؤسسة الرياض الخيرية للعلوم التي كانت جامعة الأمير سلطان أول مشاريعها التعليمية تعبيرًا عن مشاعرهم تجاه سمو ولي العهد.

فقد تبنى سمو أمير منطقة الرياض فكرة إنشاء الجامعة، ودعمها بكل ما أوتي من قوة لتكون مؤسسة تعليمية متميزة متخصصة في تخريج كوادر مؤهلة تأهيلاً عالي المستوى في التخصصات الأكثر طلبًا في سوق العمل، وفق رؤية المتخصصين ومجتمع الأعمال، وذلك على عادة سموه في تحويل مناسبات الرياض إلى مشاريع تنموية وشواهد حضارية.

كما واكب سمو أمين منطقة الرياض رئيس مجلس أمناء الجامعة الأمير الدكتور عبدالعزيز بن محمد بن عياف- ولا يزال- إنشاءها بمتابعته كل خطوة فيها حتى استوى عودها وذاع صيتها بين مؤسسات التعليم العالي في المملكة والمنطقة.

لكن الانطلاقة الرسمية الحقيقية لهذا الصرح العلمي كانت يوم الاثنين السابع عشر من شعبان 1421هـ حينما افتتح سمو ولي العهد كلية الأمير سلطان الأهلية حينها (جامعة الأمير سلطان فيما بعد)، وأمر - حفظه الله- بتحويلها إلى جامعة، فكانت بداية مرحلة جديدة في مضمار التعليم بصفة عامة والتعليم الأهلي بصفة خاصة، لتجسد ثمرة من ثمرات تلاحم المواطنين مع القيادة الرشيدة فيما فيه خير الوطن، وتترجم عناية ولاة الأمر بقطاع التعليم ورعايتهم ودعمهم له بمختلف مراحله وبنوعيه الحكومي والأهلي.

ففي تلك الأمسية المباركة شرف صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد كلية الأمير سلطان الأهلية، وأعلن عن افتتاحها رسميًا، وتفضل بإلقاء كلمة ضافية بحضور عدد كبير من أصحاب السمو الأمراء وكبار المسؤولين أعلن فيها سموه عن تبرعه للكلية بمبلغ خمسين مليون ريال، ووجه ببدء إجراءات تحويلها إلى جامعة.

وقال سموه لدى رعايته حفل الافتتاح: لقد سعدت كثيراً وأنا أحضر هذه المناسبة بالافتتاح الرسمي لكلية الأمير سلطان الأهلية بعد أن باشرت أعمالها بنجاح متميز لتكون لبنة تضاف إلى النجاحات العلمية التي تشهدها المملكة في ظل الرعاية الكريمة التي يوليها مولاي خادم الحرمين الشريفين.

وأضاف سموه: لقد اطلعت على مسيرة العمل بالكلية بتقدير وإعجاب، وكنا لحداثة تجربة التعليم الجامعي الأهلي ننتظر ألا تظهر نتائج النجاح إلا بعد عدة سنوات، ولكن بفضل الله ثم بجهود القائمين على الكلية نرى بوادر النجاح مع العام الدراسي الثاني، حيث ظهرت الكلية بمستوى متميز بالنسبة للمناهج الدراسية، وأيضاً مستوى التنظيم والإدارة، وكان هذا النجاح عاملاً مؤثراً في دفع الاتجاه لإقامة المراكز العلمية الأهلية المتخصصة في التعليم الجامعي الأهلي، والذي يجد الرعاية والمساندة من حكومة مولاي خادم الحرمين الشريفين- حفظه الله.

كما فاجأ صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض الحضور بفيض من المشاعر تجاه أخيه سمو ولي العهد تأثرًا بكلمته التي ألقاها في حفل الافتتاح.. حيث ارتجل سموه كلمة لم تكن مدرجة ضمن برنامج الحفل قال فيها:

سيدي..

أيها الحفل الكريم..

يا سيدي لست بأديب ولا شاعر..

لكنها فيض المشاعر..

لقد أحببتَ وأُحبِبْتَ..

ولقد كرّمت فأكرمت..

ولقد راعيت فروعيت..

لذلك ليس غريبا عليك أن ترعى كل عمل خيري بالسر والعلن..

ولقد قلتُ في مرة سابقة:

«إن سلطان جمعية خيرية بحدِّ ذاته»..

لذلك يا سيدي..

ليس غريبا على أبناء وطنك أن ينشؤوا هذه الكلية (الجامعة) باسمك..

وليس غريبا عليك أن ترعاها وتدعمها بكل الوسائل..

لذلك يا سيدي..

لك من أبناء وطنك الشكر والعرفان على ما عملت..

وأملهم دائما فيك كبير وكبير..

كما أنت كبير..

وقد بدأت الجامعة في مستهل العام الدراسي 1420-1421هـ الموافق 1999-2000م بتلقي طلبات الالتحاق بعد أن أنشأت عددًا من البرامج المبنية على خطط مدروسة، صار كل منها فيما بعد يشكل قسمًا مستقلاً، وتشترك في السنة التحضيرية ومواد الإعداد العام التي تلبي الاحتياجات العلمية واللغوية والفكرية العامة اللازمة لدراسة التخصصات التي تدرس بالجامعة، إضافة إلى إتاحة عدد من الساعات الدراسية الحرة للطلاب لتلبية الاهتمامات الخاصة لكل طالب.

وقد كانت فكرة الجامعة رائدة من خلال تبنيها الاحتياجات المتغيرة لسوق العمل، وتزويدها بكوادر عالية التأهيل، مع تحقيق التميز والتفرد في التعليم العالي لطلابها، حتى أصبحت في فترة لا تتجاوز عشر سنوات من أبرز الجامعات، ليس على مستوى المملكة فحسب، وإنما على مستوى منطقة الشرق الأوسط والعالم العربي، حيث تم تصنيفها في عامي 2008 و2009 في المرتبة 31 ضمن أول مائة جامعة عربية، هذا إضافة إلى أنها أول جامعة أهلية غير ربحية بالمملكة، ويتبعها برنامج الأمير سلمان للمنح التعليمية الذي قدم أكثر من (1000) منحة دراسية مجانية للطلاب والطالبات المتفوقين، تتضمن مجموعة من المنح الخيرية لأبناء الفقراء ومنحًا لأبناء شهداء الواجب. كما يقدم البرنامج منحًا مجانية تتضمن مكافآت مالية شهرية تصل إلى (1.500) ريال للعشرة الأوائل في الثانوية العامة سنويًا.

وتتألف الجامعة حاليًا من ثلاث كليات وصل عدد طلبتها خلال العام الأكاديمي 2008-2009م إلى أكثر من 2400 طالب وطالبة، وهي: كلية إدارة الأعمال ويتبعها برنامج الدراسات العليا المسائي، وكلية علوم الحاسب ونظم المعلومات، وكلية البنات، بثمانية أقسام علمية تحتوي على (14) تخصصاً، وستبدأ فيها كلية الهندسة ابتداءً من العام القادم.

وقد خرجت الجامعة حتى الآن سبع دفعات من البنين وخمس دفعات من البنات، إضافة إلى الدفعة الأولى من طلبة الدراسات العليا.

واعتمدت الجامعة نظام الدمج بين التعليم النظري والتطبيق العملي من خلال نظام التدريب التعاوني الذي لا تقل مدته عن (7) أشهر، ويعد شرطًا أساسيًا في تخرج الطالب.

كما أن الجامعة، سعيًا منها إلى ضمان مواكبة أحدث ما يجد في مجال التعليم وقعت اتفاقيات ارتباط أكاديمي مع العديد من الجامعات العالمية، من بينها جامعات أكسفورد وكانسس وإنسياد وسيمونز ولاند مارك وفودان الصينية ونوغويا اليابانية وغيرها.

أما على مستوى التجهيزات، فإن الجامعة توظف أفضل البيئات الإلكترونية الخاصة بإدارة الجامعات، وقد بدأت بإنشاء مدينتها الجامعية الخاصة على مساحة تبلغ 300.000م2، حيث أُنجزت- حتى الآن- مبان عديدة ضمن مشروع المدينة الجامعية، فضلاً عن استكمال التصاميم والرسوم الهندسية للمدينة بالكامل، حيث سيتم وضع حجر الأساس للمدينة الجامعية بالتزامن مع الاحتفال بمرور 10 سنوات من عطاء الجامعة، وإطلاق شعار الجامعة الجديد الذي يرمز إلى انتقال الجامعة من مرحلة التأسيس إلى مرحلة البناء والتطوير.

ملامح على طريق التطور

وشهدت جامعة الأمير سلطان خلال السنوات الماضية العديد من التحديثات الأكاديمية والإدارية والإنشائية، من بينها:

- إنشاء مركز التخطيط والتقويم الأكاديمي بالجامعة الذي قام بالتعاون مع عدد من الخبراء ببناء الخطة الإستراتيجية للجامعة للسنوات الخمس القادمة.

-كانت الجامعة أول جامعة سعودية تدخل تجربة تطبيق نظام الاعتماد الأكاديمي مع الهيئة الوطنية للاعتماد الأكاديمي بوزارة التعليم العالي بالتنسيق مع الجمعية الأمريكية لاعتماد برامج التقنية والهندسة (ABET) وهي أكبر هيئة اعتماد في الولايات المتحدة الأمريكية.

وقد انضمت الجامعة من خلال كلية إدارة الأعمال إلى هيئة الاعتماد الأمريكية لكليات إدارة الأعمال، وحصلت على موافقة على خطة الاعتماد، وأصبحت الكلية مرشحة للاعتماد الدولي قريبًا بإذن الله.

كما بدأت كلية علوم الحاسب ونظم المعلومات منذ عدة سنوات العمل على طلب الاعتماد من هيئة (ABET) لبرامجها وتم إعداد الدراسات وإعداد كل ما تطلبه الهيئة من وثائق، وتمت الاستعانة بعدد من المستشارين من الولايات المتحدة الذين ساعدوا الكلية في تطوير إجراءاتها وفق متطلبات الهيئة.

وأصبحت تجربة الجامعة في هذا المجال تجربة رائدة تسعى جهات عديدة إلى الاستفادة منها من خلال ورش عمل يعقدها المختصون بجامعة الأمير سلطان لمنسوبي هذه الجهات.

- إنشاء برنامج الدراسات العليا في إدارة الأعمال (MBA) الذي تستمر الدراسة فيه سنتين بمعدل (36) ساعة محتسبة. كما أن البرنامج يأخذ متطلبات سوق العمل في الحسبان بحيث إن حصول الخريج على شهادة (CFA) بعد التخرج يعد واحدًا من مجالات تركيز البرنامج. و(CFA) هي شهادة مهنية أمريكية تؤهل حاملها للعمل في المجال المالي، وهي ميزة تنفرد بها جامعة الأمير سلطان عن كثير من الجامعات العالمية.

- إنشاء أول قسم للقانون للبنات بجامعات المملكة، وهو قسم خاضع للتقويم الدوري من قبل أعضاء هيئة تدريس بريطانيين بإشراف جامعة أكسفورد ضمن برامج التعاون بينها وبين جامعة الأمير سلطان.

- إنهاء مخططات مشروع المدينة الجامعية المتكاملة تحت إشراف الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض التي صادقت على المخطط الشامل للمدينة الجامعية الذي تم إعداده وفق أحدث ما توصلت إليه تقنية بناء وتجهيز المدن الجامعية، وروعي فيه ضمان مسايرة الاحتياجات المستقبلية للجامعة وتطورها، وقد تم إنهاء أعمال التصميم التفصيلية الكاملة (التنفيذية) للمرحلة الأولى التي تشمل المنطقة المركزية للمشروع؛ وتضم الساحات الأمامية، ومبنى إدارة الجامعة، ومبنيي المكتبة المركزية للبنين والبنات، ومبنى المؤتمرات، وقاعة الاحتفالات الرئيسية، ومعارض الجامعة على أن تكون مدة التنفيذ بعد البدء في هذه المرحلة ثلاث سنين.

وتتسع المدينة الجامعية الجديدة لـ(7) آلاف طالب وطالبة في المرحلة الجامعية ومرحلة الدراسات العليا وألفي طالب وطالبة في السنة التحضيرية؛ بإجمالي عدد (9) آلاف طالب وطالبة. وقد صممت المدينة الجامعية وفق مبدأ الجامعة الذكية، باستخدام أحدث ما توصلت إليه التقنية الحديثة في تصميم الجامعات، وهو ما سيجعل المشروع من المشروعات الرائدة ليس على مستوى المملكة فحسب، بل على مستوى منطقة الشرق الأوسط.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد