Al Jazirah NewsPaper Monday  01/03/2010 G Issue 13668
الأثنين 15 ربيع الأول 1431   العدد  13668
 
والت ديزني والتنافسية والرياض!
ماجد بن ناصر العُمري

 

في اجتماع لمجلس إدارة شركة» ديزني» قال أحدهم: كم تمنيت لو أنَّ السيد» والت ديزني» كانَ حياً ليرى كيف أصبحت مشاريعه وشركته، فرد عليه رئيس الشركة قائلاً» لو لم يرها في مخيلته، لما رأيتها الآن واقعاً ملموساً أمامك!»

تذكرت هذه القصة عندما كنت في فندق» فورسيزون الرياض» الشهر الماضي لحضور منتدى التنافسية الرابع، فكنتُ أتأمل مدينة الرياض من أعلى برج» المملكة» بمساحتها الشاهقة، ومشاريعها الكبرى، فاستذكرت قصة والت ديزني وكنت أتساءل: يا تُرى هل شاهد الأمير سلمان صورة الرياض الحالية في مخيلته عندما تولى إمارة الرياض قبل خمسين عاماً؟

وإن ذلك ليعود للرؤية، والإرادة، والقيادة، والعمل الجاد والمتواصل، وعندها تتحقق الأحلام،

ولنعد لمنتدى التنافسية، ولهيئة الاستثمار، ولنتأمل في ماحققته الهيئة في السنوات الأربع الماضية، وسيتضح لنا أننا أمام تجربة رائدة، من وضوحٍ للرؤية والأهداف بشكل مفصل ودقيق في برنامج 10 في 10 إلى المسارعة وتنافسية الهيئة مع نفسها في سباقها مع الزمن لتحقيق الهدف، وشجاعتها في طرح هدفٍ جديد في منتدى هذا العام وهو» 60 / 24 / 7» وإنه لهدفٌ معقد وصعبٌ جداً ولكنهم قادرين على ذلك بإذن الله، وكذلك المبادرات المضيئة كما يُسمونها والتي أشعلت التنافسية نحو التميز والريادة كالتنافسية المسؤولية في جائزة الملك خالد أو الأسرع نمواً أو الأكبر أو البرنامج التدريبي السعودية أكسفورد، والتي تعتبر برامج خلاقة وليست مضيئة فقط، ولكن النور والضوء لا يمكن أن يكتمل إشعاعه إلا من خلال الإنسان فهو أساس كُل طاقة، أعني إنسان هذا الوطن عبر تأهيله ليكونَ مُنافساً وفق أحدث المعايير العالمية كما هو العمل على التشريعات، فما قيمة أعظم الأجهزة، إذا لم تجد من يُحسن استخدامها؟، كما أن الأهم هو استخدام الإنسان لأعظم جهازٍ في التاريخ إلا وهو» نفسه وذاته» وما حوله من موارد» بشرية وطبيعية ومادية» وغيرها، والحقيقة أن منتدى التنافسية قدم الكثير من النجاحات، فاستقطب لنا أبرز القيادات في العالم، وقد استمعنا بشكل مباشر وحاورنا بعض من كُنا نقرأ لهم، من أبو الاستراتيجيات ومؤسس نظرية التنافسية» مايكل بورتر» لقائد التقنية وأغنى رجل في العالم» بيل قيتس» وقيادات التقنية» جون تشامبرز ومايكل ديل» إلى صانع نهضة سنغافورة» لي كوان يو» والعديد أيضا من قيادات القطاع العام والخاص في بلادنا، كصالح كامل فيلسوف الاقتصاد الإسلامي ورجل الأعمال، وقيادات المالية والنقد إبراهيم العساف ومحمد الجاسر إلى رئيس عملاق البتروكيماويات» سابك» محمد الماضي وغيرهم، وإن لذلك لعظيمُ الأثر، على اقتصادنا وقياداتنا ومجتمعنا، والذي لا يجعلنا نكتفي، بل نُطالب بالمزيد من المبادرات التي تستثمر في الإنسان السعودي بشكلٍ خاص، لصناعة جيل قيادي وثَّاب في مختلف القطاعات الحكومية والخاصة ومؤسسات المجتمع المدني، ولنركز على»الثقافة» فهي الحاكمة للسلوك، ثقافة الأفراد والمؤسسات، والتي تحتاج لمبادرات مضيئة جديدة تُبنى وفق مسارات استراتيجية تستند إلى الدراسات، والعمل الجاد، عبر الشراكة بين القطاعات، لتثمر نتائجها على إنسان هذا الوطن، ليزهُو به الوطن.

كاتب ورجل أعمال


majed@alomari.com.sa

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد