لا أخشى على الزعيم من المنافسين، ولا أخشى عليه من أي قصور فني أو عناصري، كذلك لا أخشى عليه من كيد أو انقلاب بعض أهله ضد البعض الآخر.
|
** ذلك أن التنافس الميداني هو ديدن المتنافسين وكرة القدم بين غالب ومغلوب، والأمور الفنية والعناصرية (عال العال) - ولله الحمد -.. مع استحالة إقدام أي هلالي للعمل ضد آخر.. لأن ذلك - بكل بساطة - ليس من طباعهم ولا من شيمهم على مر التاريخ، وإلا لما تزعم ناديهم أكبر قارات الدنيا كروياً بدون منازع.
|
** فقط أخشى على الزعيم من فلول الفاشلين الذين يتربصون به الدوائر في كل مكان وزمان بعد أن عجزوا تماماً من مجاراته في ميادين التنافس الشريف (؟!!).
|
** ولا حاجة بنا إلى إعادة التذكير بشيء من التربصات والاستهدافات (الجبانة) التي ما انفك أصحابها ينسجون خيوطها ويحيكونها في الدهاليز وخلف الكواليس (!!!).
|
** وهنا أعيد وأكرر تحذيراتي التي سبق أن عبرت عنها عبر هذه المساحة تجاه من يعنيهم الأمر بوجوب توخي أقصى درجات الحذر والحيطة.. ولا سيما في هذه الآونة التي يحمل فيها الهلال صولجان الكرة السعودية، وهو الأمر الذي يوغل صدور بعض الناس ويفقدهم صوابهم (؟!).
|
|
** من نعم الله على الأسوياء أن جعلهم أكثر قدرة على التحكم بمشاعرهم أياً كان نوعها من خلال ممارسة حق الاحتفاظ بها؛ وبالتالي الحرص على صيانتها وعدم تعريضها للمهانة لأي سبب من الأسباب.
|
** بعكس (الحمقى) تماماً.. إذ لا يجدون أدنى غضاضة في التباهي بعرض مشاعرهم على شكل بضاعة رخيصة.. الأعجب من هذا هو إصرارهم على المضي في حماقاتهم تلك إلى أبعد مدى (؟!).
|
** على سبيل المثال: لم يعد في وسطنا الرياضي عموماً، والإعلامي خصوصاً، من لا يعرف مجموعة من (الحمقى والتعساء) بأسمائهم وسحناتهم الذين نذروا أنفسهم طواعية ليكونوا في مرمى سخرية القاصي والداني من خلال (اللهث) الدائم والمضني خلف الهلال في محاولات بليدة ويائسة الغرض منها تشويه منجزاته المتلاحقة والتقليل من شأنها.. بدافع الحقد والحسد، فضلاً عن مشاعر الحرمان والهوان والعجز التام لفرقهم المفضلة عن بلوغ مراتب النبلاء.. هناك..: حيث يتربع الزعيم وعشاقه.. هناك.. في منأى عن (غبار) أولئك البؤساء (؟!!).
|
** ولعل ما يبعث على الحزن والأسى، هو ما آلت إليه أحوالهم.. إذ لا يكادون يستفيقون من تداعيات (صفعة) زرقاء حتى يتلقوا أخرى أشد إيلاماً وقسوة، وهكذا دواليك.
|
** الأغرب والأعجب، بل المحزن حقيقة لحال أولئك الإخوة.. أنهم لم يتعلموا رغم تتالي المآسي التي تخصص الهلال في تجريعهم مرارتها على مدى عقود من الزمن، وظلوا أكثر تمسكاً بنهجهم المتمثل في تعريض مشاعرهم للمزيد من المهانة.. خصوصاً عندما يجمع الرأي العام بأكمله على الإبهار والتميز الهلالي إلا هم فيصرون على السير في الاتجاهات المعاكسة على طريقة (من يهن يسهل الهوان عليه)!!
|
** خلاصة القول: كان بإمكانهم ممارسة حقهم في العشق حد الهيام بمن يشاؤون من الأندية، مع الاحتفاظ بحقهم في عدم الميل أو حتى استساغة هذا أو ذاك من الأندية الأخرى دون تعريض أنفسهم لسخرية وشماتة الآخرين، على اعتبار أنه كلما سطع الهلال - وما أكثر ما يسطع - حلّت بهم مأساة هم من وضعوا أنفسهم تحت رحمتها.. أي أنهم هم من جنوا على أنفسهم وما جنى عليهم أحد.. اللهم يا كافي.
|
إلى الزميل عبدالله الكثيري
|
** يعلم الله كم تأثرت لبوحك الذي بثثته بكل صدق وعفوية في ثنايا موضوعك المنشور هنا يوم الأحد.. وللمصادفة فقد تزامنت قراءتي للموضوع مع وجود أحد الأصدقاء المخضرمين سناً وتشجيعاً عندي في حينه.. وهو بالمناسبة لا يميل لا للهلال ولا للنصر.
|
** المهم: ما أن قرأ موضوع أستاذنا الكثيري حتى علت محياه علامات الدهشة قائلاً: يا أخي هلاّ سألت صاحبك هذا ألم يقرأ قول الله تعالى: {أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللّهِ وَاسِعَةً}، وقوله: {َفَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا}؟ واسأله أيضاً ألم يقرأ قول الشاعر الشعبي:
|
دار حياتك فيه قهر ومذلّة |
خله وجاور في ديار المفاليح |
والله ما يصبر على الضيم رجّال |
إلاّ الرخوم أهل الحظوظ المقاليح |
** وحاشا صاحبك أن يكون من الصنف الثاني حسبما علمته منك.
|
** واستطرد قائلاً: يا أخي.. تشجيع الأندية أو الميل لها، لم يكن في يوم من الأيام أحد الثوابت الشرعية، أو عبادة يحرم التخلي أو التحول عنها، وإنما هو عبارة عن تسلية بريئة وبحث عما يسر الخاطر ويبهجه، ومتى ما تحول إلى مجلبة للأمراض والقهر والتعاسة.. فلا أقل من النجاة (ويا روح ما بعدك روح).. والحق أن هذا الصديق قد أفحمني عندما سرد على مسامعي قائمة بأسماء أشخاص يشار لهم بالبنان.. تحولوا من الميل لأندية إلى أخرى وعاشوا حياتهم في ثبات ونبات، وتخلصوا من وجع الدماغ بعد أن وفرت لهم أنديتهم الجديدة راحة البال دون أن يكلفهم ذلك شيئاً.
|
** هذا الصديق حملني أمانة إبلاغ هذه الرسالة إلى زميلنا وأستاذنا (أبو سعد) وها أنا أبلغ الأمانة.
|
** راجياً من الله له ولصديقي ولكافة القراء دوام الصحة والسعادة وراحة البال في كل الأمور.
|
|
|
|