Al Jazirah NewsPaper Sunday  28/02/2010 G Issue 13667
الأحد 14 ربيع الأول 1431   العدد  13667
 
العلاقات السعودية الهندية

 

من بين الدول التي تؤكد الدراسات المستقبلية وأبحاث المختصين والتي سيكون لها شأن ريادي ومؤثر في العالم، دولة الهند التي ينظر إليها معظم المحللين هي والصين بأنهما سيكونان قطبي الرحى والريادة، ليس في الشأن الاقتصادي فحسب، بل ستكون دولة مؤثرة وفي الصفوف الأولى المتقدمة جداً ومساهمة رئيسية في صياغة وصنع القرار الدولي. فهذه الدولة التي توصف بأنها أكبر دولة ديمقراطية والتي ستتخطى الصين في عدد السكان، لم تركن وتستكين وتغرق في أتون مشكلات زيادة السكان، بل إعادة صياغة قدراتها وإمكانياتها، ورفعت من مستوى تأهيل مواطنيها حتى أصبحت تحتل موقعاً متقدماً في مراكز الدول الأكثر نمواً. إذ تُعَد الهند الآن إحدى أهم دول البرمجة الإلكترونية، ووادي السليكون في الهند مقصد للشركات الأمريكية والعالمية البرمجية والمهتمة بتصميم برامج الحواسيب والمعلومات. والهند في هذا المجال اكتسبت ميزة تصدير عقول مبرمجي ومتقني التعامل مع أجهزة المعلومات والحواسيب، أي مصدّرة عقول علم المستقبل.

هذا البلد الواعد عرفت المملكة أهميته فارتبطت معه بعلاقات وثيقة، هي في معظمها تاريخية وقديمة إلاّ أنها نمت في الوقت الحاضر حتى وصل حجم التبادل التجاري بين البلدين في عامي 2008-2009 إلى ما يربو على 25 مليار دولار، وهو رقم يكشف حجم العلاقات الاقتصادية والتجارية بين بلدين يصنّفان ضمن مجموعة الدول الأكثر نمواً.

هذه العلاقات الاقتصادية المتميزة تحتاج إلى تمتين وتحصين من خلال تقوية العلاقة السياسية بين البلدين اللذين يمثلان ثقلاً سياسياً وإقليمياً ودولياً في المنطقة؛ فالمملكة العربية السعودية والهند هما دولتان رئيسيتان في منطقتي الخليج العربي وشبه القارة الهندية، وتفاهمهما وتنسيق تحركاتهما السياسية لا بد وأن ينعكس إيجابياً على أوضاع المنطقتين وعلى علاقاتهما مع باقي دول المنطقتين والأسرة الدولية. ولهذا فإنّ القيادة والدوائر السياسية والاقتصادية والتجارية في المملكة سعيدة جداً بزيارة رئيس وزراء الهند السيد مونموهان سينج التي وإن تمّت بعد 28 عاماً من آخر زيارة قام بها رئيس حكومة هندية، إلاّ أنّ الزيارات بين كبار المسؤولين لم تنقطع، والعلاقات أكثر من ممتازة، ولا شك في أن هذه الزيارة ستعزّز الروابط الاقتصادية والعلاقات بين البلدين في كل المجالات، وخاصة في مجالات الدفاع والأمن والتفاهم الاستراتيجي أكثر من ذي قبل.

* * *


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد