بعد نشر مقالتي السابقة (د. القنيبط والقبعة السوداء) فاجأتني الردود والتعليقات والاتصالات الشخصية.. ووجدت أن هناك سوء فهم للقضية.. فلم يكن الغرض من المقالة تفنيد ما قاله الدكتور محمد القنيبط بحق مدير جامعة الملك سعود الدكتور عبدالله العثمان.. والأستاذ عمرو الدباغ محافظ الهيئة العامة للاستثمار.. كما فهمها بعضهم وطالبني بأن أرد على جملة من الأخطاء أو الشبهات أو التساؤلات حول ما يعلنه ويفعله قائدا جامعة الملك سعود والهيئة العامة للاستثمار.
المطلوب هو فتح موضوع فاعلية أو عدم فاعلية القيادات على مصراعيه.. وتقدير المجد ونقد المتقاعس الذي اكتفى لنفسه بدور تسيير الأعمال كمدير إداري ينفذ اللوائح الإجرائية وليس كرجل قيادي ذي رؤية استراتيجية وبرامج تنفيذية لتطوير الجهاز القائم عليه.
نحن نعاني من القيادات غير الفاعلة أو القادرة على طرح فكرها وخططها وتطبيقاته على الملأ من خلال الوسائل الإعلامية وغيرها.. وطرح مقاييس ومعايير لتقييم مدى تقدمها في ذلك.. ويسؤونا أن يكون من ضمن القائمين على الأجهزة الحكومية أو المدنية من يتصرف بسلبية ويكتفي بتسيير الأعمال والانزواء بعيداً عن الإعلام تجنباً لسهام النقاد.. ولا أعفي النقاد الذين هم أيضاً لا يبذلون الجهد اللازم لإظهار هؤلاء والتعرف على مدى تقاعسهم وتوجيه سهام النقد لهم لعلهم يسمعون حياً.
الدكتور عبدالله العثمان أوجد حراكاً مثيراً في جامعة الملك سعود جعل الجميع يتنافسون للعمل والإنجاز.. نعم قد يكون هناك بعض الإخفاقات لكن النجاحات التي حققها كبيرة وما مبادرة الأوقاف إلا مثال على عظيم الأثر الإيجابي الذي قام به.
الأستاذ عمرو الدباغ أيضاً أوجد مسارات واضحة لتحسين البيئة الاستثمارية في بلادنا من خلال طرح مفهوم التنافسية وترسيخه ومأسسته كمدخل استراتيجي لتحسين البيئة الاستثمارية السعودية ومواردها.. بهدف توطين الاستثمارات المحلية وجذب الأجنبية.. وها نحن أمام تجربة إدارية فريدة ممثلة في (10×10).
أود أن أؤكد في هذه المقالة أن علينا أن نشحذ أقلامنا كنقاد وكتاب رأي لتسليط الضوء على كل من هو خامل ووصل صوت غطيطه عنان السماء.. وأن ندعم من يفكر ويخطط ويعمل وينجز ويتطلع ويسألنا الدعم والمساندة.. من خلال النقد المنطقي الذي يحلل الموقف ويشخص الواقع ويقترح حلولاً منطقية.. أما النقد السلبي الذي يحبط الهمم ويغتال النجاحات فلن يجدينا نفعاً أبداً.