كنت أتحدث مع رجل الأعمال والشاعر المبدع والصديق عواد الطوالة مثنياً عليه بمناسبة تبرّعه بجائزة للإبداع الروائي في منطقة حائل. وقد لمست تحرّجاً من قِبل الصديق الشاعر حتى من التحدث عن الجائزة، لكيلا تُحسب (حسب زعمه) أنها جاءت لمجرّد التباهي و(الفشخرة) والدعاية، مع أنني أعرف جيداً أنّ الأخ عواد ليس بحاجة إلى المحاذير الثلاثة إيّاها، فهو من حيث الموقع الإبداعي يُعتبر من الصف الأول من الشعراء المبدعين والمتميزين في الساحة الشعبية، وهو من حيث الموقع الوظيفي يكفيه فخراً أنه يعمل في الدائرة التي تتشرّف بخدمة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز - أو سلطان الخير - حفظه الله، وهو على النطاق الشخصي من أكرم الرجال وأنبلهم وأكثرهم بحثاً عن أعمال الخير لوجه الله فقط. أما من حيث فكرة الجائزة التي تبرّع بها الأخ عواد تشجيعاً للمبدعين ورفداً للإبداع، فإنها فكرة تدعو للفخر لا للتحرُّج، بل إنه من المشرّف فعلاً لصاحبها أن يحضر (شخصياً) حفل الإعلان عن الفائزين بها، بل من واجب رجال الإعلام والثقافة والمثقفين أن يشيدوا بها وبمن فكّر بها أيضاً، وذلك لتحفيز (الخيّرين - القادرين) من رجال المال والأعمال أن ينتهجوا هذه السنّة الحميدة، ويحذوا هذا الحذو النبيل الذي اتخذه عواد، أي بمعنى آخر ما المانع أن يتبرّع رجل مثله في المنطقة الشرقية ويقدم جائزة تعني بالإبداع الشعري، وأن يتبرّع رجل آخر في المنطقة الغربية ويقدم جائزة تعني بالإبداع القصصي، وأن يتبرّع رجل ثالث في المنطقة الجنوبية ويقدم جائزة تعني بالإبداع التشكيلي، وأن يتبرّع رجل رابع في المنطقة الوسطى ويقدم جائزة تعني بالإبداع المسرحي، وأن يتبرّع رجل خامس في أية منطقة من مناطق المملكة ويقدم جائزة تعني ب( النقد)، وأن يتبرّع رجل سادس من منطقة مماثلة من مناطق المملكة ويقدم جائزة تعني ب(أدب الطفل) .. أقول لو فعل الرجال الذين تمنّينا أن يفعلوا مثلما فعل الأخ عواد كلٌ في المجال الإبداعي الذي يختاره، لاستطعنا أن نوجد مناخاً تنافسياً للإبداع يسهم حقاً في دفع عجلة الإبداع إلى الأمام، لأننا إذا ما فعلنا ذلك فإننا سنسهم فعلاً في دفع عجلة تقدم هذا الوطن للأمام .. فهل نحن فاعلون؟!، ذلك ما نرجوه فعلاً.